لم ترق وعدة سيدي الحسني، التي تنظم كل موسم صيف بالمدينةالجديدة بوهران إلى المستوى الذي كانت عليه سابقا، بعد استياء كل الزائرين لضريح الولي الصالح الشيخ سيدي الحسني الوهراني، صاحب الطريقة الصوفية التيجانية، والتي كانت تشهد في السابق احتفالات مخلّدة للذكرى تتخللها الذبائح والمأكولات من كل الأنواع حسب بعض المواطنين المواظبين عليها، فإن كل شيء كان متوفرا في الضريح الذي يتوافد عليه كل سكان الولاية للتبرك بالمقام الطيب للولي سيدي الحسني، والتي اختفت هاته الصور والمظاهر ولم يبق منها إلا الفوضى العارمة التي أصبحت تميز هذا الاحتفال الذي تغيب عنه الكثير، بعدما كان يقصده الزوار من كل ولايات الوطن خاصة من ولايات الجنوب، وكانوا يقيمون قبل انطلاق الاحتفالات فيه أسبوعا من قبل يحضرون فيها مختلف أشهى المأكولات والحلويات تحضيرا للإعلان عن مراسيم الاحتفالات التي كانت تدوي ساحة المدينةالجديدة. وبالرغم من الأرصدة المالية التي يتم جمعها من قبل المشرف على الزاوية والمتمثلة في الفنان شريف الوزاني الذي أعاد أغنية “غوماري” أحد أبناء أصحاب الزاوية الطيبية لمولاي عبد الله شريف الذي يعود نسبه إلى المولى إدريس الأول، فكل الولائم أصبحت تغيب خاصة أن الصندوق الولائي يرصد سنويا مبالغ مالية معتبرة للقيام باحتفالات الولي الصالح سيدي الحسني، والذي كانت زاويته مركز إشعاع علمي وديني وهذا لعراقتها ومحافظتها على الأصالة والتراث والدور التربوي والروحي، والذي قامت بتأديته لما يقرب من 11 قرنا، حيث تعد الزاوية الوزانية الطيبية من الزوايا العريقة وقد تم تأسيسها على يد مولاي عبد الله شريف العلمي الوزاني الذي بدل مجهودا في إنشائها ، حيث تأسست في 1649 م خلال مرحلة حرجة من تاريخ المغرب والعالم. وتعد الطريقة الطيبية معلما من معالم التصوف وقد توفي الشيخ سيدي الحسني في 1321 ه وضريحه محل زيارة وتبرك، إلا أنها مؤخرا وبعد وفاة والد الفنان شريف الوزاني الشيخ مولاي عبد الله شريف الوزاني سنة 1999 م، فإن الكثير من الذين يترددون على الزاوية من سكان الولاية يجمعون على أن الزاوية فقدت الكثير من بريقها بعدما كانوا يجلسون بداخلها لساعات، فإن ابنه غيّر تلك السلوكات ما جعل الزوار يستاءون من تلك التصرفات ويقللون من التوجه إلى ضريح الولي الصالح سيدي الحسني المتواجد بحي مدينة الجديدة المعروف، والانتقال بكثرة إلى ضريح سيدي الهواري الذي يعرف حركة دؤوبة من الزوار يوميا وغير منقطعة النظير.