قال الرئيس التنفيذي لشركة ”توتال” للبترول الفرنسية، دومار بوري، ”لقد وصلنا إلى مرحلة نوعية في الاستثمار داخل قطر ويتيح لنا هذا الاتفاق الفرصة لكي نستمر في الخارج. لقد سبق وأن مررنا ببعض التجارب في هذا الاتجاه مثل الاستثمار المشترك في موريتانيا وفي ساوث هوك، ونرجو أن يتم ذلك في الجزائر” وتسعى الشركة الفرنسية إلى إقحام شركة ”قطر للبترول” في استثماراتها بالجزائر، وذلك لتجاوز مرحلة الأزمة المالية التي تتخبط فيها ”توتال” عالميا، وانعكاساتها على حجم الاستثمارات من جهة، ومن جهة أخرى دخول الشركة القطرية في شراكة مع شركات فرنسية مالت إلى العجز، وأعادت إليها القيادة، وتمكّنت من إعادتها إلى العرش الاقتصادي، في ظروف قياسية، وذلك بعد أن دخلت في رؤوس أموالها، واعتبارها كشريك استثماري بالأسهم، وفقا للاتفاقيات المبرمة بين قطر وفرنسا في ذلك. وقد انتقلت شركة ”توتال” بدورها إلى مرحلة استثمارية جديدة نقلت أرقامها في سوق المال باتجاه تصاعدي على درجة من الدلالة، بموجب الشراكة الاستراتيجية التي حققتها مع قطر، بعد توقيع مذكرة التفاهم مع ”قطر للبترول”، تحت رعاية الشيخ أحمد بن جاسم بن جبر آل ثاني، رئيس مجلس الوزراء وزير الخارجية القطري، وذلك بشأن الاستثمار المشترك في القارة الإفريقية في مجال النفط والغاز والبتروكيماويات، والتي وقّعها وزير الدولة لشؤون الطاقة القطرية، وكريستوف دو مارجوري، الرئيس التنفيذي لشركة ”توتال” الفرنسية مؤخرا. وذلك ما يؤسس له من جهة أخرى لشراكة استراتيجية لها نظرة استراتيجية تستند إلى توفير أمن الطاقة في مناطق العالم، وهي الشراكة التي ستشمل التنقيب عن النفط والغاز والمصافي في إفريقيا بالذات بالنظر إلى الخبرة الواسعة التي تملكها ”توتال” في هذه المناطق والسمعة التي صارت لقطر في العالم كدولة ثابتة السياسة ومستقرة النظرة والخيار الاقتصادي. وستحاول هاتين الشركتين البت في الاستثمار بالجزائر في حال التوصل إلى اتفاق وعدم عرقلة المفاوضات من قبل الحكومة الجزائرية، في حين توقف الرئيس التنفيذي لشركة ”توتال” الفرنسية للنفط مطولا أمام هذه الاعتبارات في حديث خص به ”الراية” القطرية عقب توقيع الاتفاقية، وقال ”لعل أهم ما يمكن أن تعكسه هذه اللحظة التاريخية هو أن توتال وقطر للبترول قد تمكنتا اليوم أمام أنظار العالم من تقديم صورة نموذجية لطبيعة العمل المشترك القائم على الثقة والتفاهم والمصالح المشتركة” في إشارة منه إلى التعاون الغربي العربي، متناسيا أن ذلك جاء نتيجة الأزمة العالمية وتأزم الأوضاع الاقتصادية، معترفا بضرورة إشراك قطر للبترول في استثمارات شركته بالجزائر، من أجل ضمان الاستمرارية دون تسجيل مشاكل قد تعصف بمكانتها في السوق الوطنية.