أكد، الاثنين، مصدر دبلوماسي في العاصمة القطرية، أن العلاقات الاقتصادية والتجارية والاستثمار والشراكة بين الجزائر وقطر ستحظى ب"أهمية خاصة" خلال الزيارة التي يقوم بها الرئيس بوتفليقة للدوحة، في إطار جولته الخليجية التي ضمت كل من الكويت وقطر. وأضاف نفس المصدر، أن الاستثمارات القطرية ستعرف "حركية" قوية خلال الأيام القادمة بناء على الرغبة التي أبداها رجال أعمال ومستثمرون من قطر والذين كانوا "سباقين لدخول السوق الجزائرية في دعم استثماراتهم في الجزائر" لاسيما في قطاعات الطاقة والاتصالات والمالية والفلاحة والسكن والعمران. وسيتم بحث مجموعة من المشاريع الاستثمارية القطرية التي ستقام في الجزائر ومنها تطوير مشروع مشترك "لتكسير الإيثان" مع الوحدات المشتقة في أرزيو الشراكة مع "توتال" الفرنسية، بالإضافة إلى رغبة شركة "قطر للبترول" التي تنجز مصفاة في مدينة الصخيرة بتونس التزود بالبترول الخام الجزائري لتشغيل المصفاة وكذا رغبة شركة وقود القطرية في الدخول في شراكة مع "نفطال" لإقامة محطات لتوزيع الوقود على طول الطريق السيار شرق-غرب. وأكد الرئيس بوتفليقة قد أدلى مؤخرا في حديث لصحيفة "العرب" القطرية، أن العلاقات الجزائرية-القطرية "ممتازة ومتميزة" على المستوى السياسي يطبعها الاحترام والتقدير وتبادل الزيارات على أعلى المستويات، مشددا على أن الجزائر وقطر "يعملان سويا على دفعها قدما وعلى تعميق التشاور والتنسيق بينهما حول كافة القضايا ذات الاهتمام المشترك"، غير أن الرئيس تأسف لكون علاقات التعاون الاقتصادي القائمة بين البلدين لم ترق بعد إلى مستوى العلاقات السياسية، مبرزا أنه هناك "حاجة ماسة" إلى تفعيل ما سبق من الاتفاقات خاصة في مجال الاستثمار والشراكة وإلى تحريك اللجنة المشتركة التي لم تعقد سوى دورتين كانت آخرهما في سنة 2002 بالجزائر.وعلى هامش الزيارة الرسمية التي قام بها رئيس الجمهورية إلى الكويت، كشف وزير المالية جودي كريم أنه "قد تم تحسين الإطار التنظيمي من خلال اتفاقية استثمار متبادل أضفنا إليه اتفاق عدم الازدواج الضريبي، وذلك لتجنيب المستثمرين الجزائريين والكويتيين الخضوع للازدواج الضريبي مما يسمح بترقية الاستثمار"، مضيفا "نرتقب عقد لجنة مختلطة لوضع إطار لترقية الاستثمار عن قريب وبالخصوص في الجزائر حيث تتوفر فرص جد هامة"، كما أعلن عن زيارة وفد مهم من رجال أعمال كويتيين سيقومون خلال الأيام القادمة إلى الجزائر لبحث فرص الاستثمار وذلك رفقة نظرائهم من الجزائر "من القطاعين العام والخاص في مختلف القطاعات".