ظاهرة غريبة انتشرت في الآونة الأخيرة في سوق مستحضرات التجميل وأصبحت تهدد المستهلكين والتجار في الوقت نفسه وهي انتشار أنواع رخيصة جدًا من العدسات اللاصقة في السوق المحلية تهدد مستهلكيها بفقدان البصر من ناحية، كما تهدد التجار الأصليين لهذه المنتجات بالإفلاس بعد إغراق السوق بأنواع تباع في كثير من المناطق ب2500 دينار جزائري مقابل الأنواع الأصلية التي يتراوح سعرها بين 4000 إلى 20 ألف دينار جزائري الغريب أن هذه المنتجات تباع في جميع محلات مستحضرات التجميل وحتى الصيدليات، بل ومحلات لعب الأطفال! ”الفجر” تجولت في بعض أسواق ولاية أم البواقي ورصدت وجود أنواع كثيرة من هذه العدسات، جاء معظمها من الصين وتايوان وتركيا وليبيا وغيرها، وبأسعار مختلفة، بل والأكثر غرابة أننا وجدنا عدسات بأسعار رخيصة جدًا، وتتعدد ألوانها من الأزرق والأخضر والعسلي وجميع الألوان يقبل على شرائها الفتيات والشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 15 إلى 27 عامًا. العَدَسَة اللاصقة هي نظارات بلاستيكية توضع مباشرة على سطح العين الأمامي، ويصنع بعضها من بلاستيك قاسٍ ولكنه شفاف. وتطفو العدسة اللاصقة على طبقة رقيقة من الدمع على سطح القرنية. والقرنية هي الجزء الشفاف من بؤبؤ العين أَمام القزحية ويعمل كنافذة للعين. والعدسات اللاّصقة أغلى ثمنًا من النظارات العادية ولكنها تفوقها ببعض الميزات. وهي مفيدة بشكل خاص لقاصري النظر لأنها تظهر الأشكال بحجمها الطبيعي ولا تضعف الرؤية الجانبية. والمصابون بداء اللابؤرية وتمخرط القرنية وهما حالتان تسببان تقعّرًا في مقدمة القرنية غالبًا ما يرون صورًا غير واضحة ليس بإمكان النظارات العادية تصحيحها. وفي العديد من هذه الحالات تُعتبر العدسات اللاّصقة أَدوات مثالية لإعادة أفضل رؤية ممكنة لهؤلاء المرضى. ويستطيع المرضى الذين عالجوا مرض الماء الأبيض –الساد- في عيونهم أَن يروا بشكل أَفضل بالعدسات اللاصقة أكثر من النظارات العادية. ولكن العديد من الناس يلبسون العدسات اللاّصقة لأَنهم يعتقدون أنّ النظارات العادية لا تناسبهم من الناحية الجمالية. ومن الصعب التكهن بالسبب الذي يجعل شخصًا ما يضع عدسات لاصقة. وقد استخدمت العدسات اللاصقة ولسنوات عديدة بشكل رئيسي من قِبَل ممثلين وممثلات، وآخرين في الحياة العامة، ممن يحتاجون الظهور بمظهرٍ جيد. أما اليوم فالعدسات اللاصقة متوافرة لكل من يرغب في أَن يتخلى عن النظارات في وقت ما، أو يريد أن يتجنّب الإصابات التي يُمكن أن تحدث له عند ارتداء النظارات. والعدسات اللاّصقة في يومنا هذا مريحة ويُمكن أن توضع لفترات أطول بكثير من العدسات اللاصقة الأولى، وهي أقل تكلفة. وطريقة لصقها مهمة جدًا لأنها قد تؤذي القَرنيّة أو الأنسجة الرخوة الموجودة في مقدمة العين. وفي حين تُفَضّّّّّّّل العدسات اللاّصقة الصلبة للمصابين بداء اللابؤرية، فإن العدسات اللاصقة المرنة والملساء مريحة أكثر بكثير لغالبية الناس. وتتطلّب هذه العدسات الرقيقة إِجراءات تعقيم حذرة وخاصة، في حين أَن العناية بالعدسات الصلبة أسهل وتتم بإجراءات تعقيم عادية. وقد تطورّت العدسات اللاصقة الرقيقة مع تطور البلاستيك الخاص، وأصبحت بشكل عام أَرق ويُمكن أَن توضع لفترات أَطول. أكد الدكتور عليم الدين بورزام -أخصائي عيون أن العدسات لا يمكن بيعها بالمحلات التجارية، وإنما لا بد أن يكون ذلك تحت إشراف طبيب عيون متخصص، مشددًا على وجود قرار من وزارة الصحة بمنع بيع العدسات، إلا من خلال أطباء العيون المتخصصين، واصفًا مثل هكذا قرار بالمهم جدًا لصحة المواطن الجزائري. ووفقًا لإحصاءات غير رسمية صادرة عن بعض تجار الجملة المتخصصين بمواد التجميل، أكد الدكتور عليم الدين أن هناك العديد من التجار الذين يستوردون هذه العدسات لكن قليل منهم متخصصين بالطب والباقي تجار عاديون همهم الأول و الأخير الكسب السريع ولو على حساب صحة الآخرين، مشيرًا إلى أن الدول التي يتم الاستيراد منها هي الصين، أمريكا، إيطاليا، تركيا، فرنسا، والأردن وبلغ إجمالي ما تم استيراده خلال عام 2009 حوالي 15 مليون عدسة وذلك حسب مصادر جمركية متطابقة. من جانبه، أكد الدكتور نبيل بن ظهرة- أخصائي أمراض العيون-، أن العدسات الصحية السليمة، لا بد أن يتم استخدامها بواسطة طبيب عيون متخصص، وأن تكون معروفة المصدر ولشركة ذات اسم كبير وليس من المحلات التجارية، مشيرًا إلى أن أسعار العدسات اللاصقة السليمة تتراوح أسعارها من 4000 دينار إلى 10 آلاف دينار جزائري ولا تقل عن ذلك. وأضاف أن المواصفة الجيدة لأي عدسة لا بد أن تحتوي على محلول مائي بشكل كبير يفصل بين العين والقرنية، وهو ما نسميه أوكسجين العين الذي تتنفس من خلاله وتتغذى عليه قرنية العين، خاصة وأن العدسة تمنع من تنفسها، مشيرًا إلى أن المريض الذي يحتاج إلى عدسات يجب ألا يرتديها بصفة مستمرة ويعتني بتنظيفها بالمحلول الخاص بها. وعن العدسات المغشوشة، شدّد الدكتور بن ظهرة أن العدسات التي لا يكون لها مصدر للصنع وتنخفض أسعارها عن معدلاتها الطبيعية ربما تصيب العين بأمراض عدة تبدأ من التهابات العين وتنتهي بقرحة العين والتي تؤدي إلى فقدان البصر. من جهة أخرى، أوضح عصام بوليلي – طبيب في جراحة العيون-، أن معظم العدسات الموجودة في السوق الآن غير صالحة ومن دول معروفة بالغش الصناعي مثل تايوان والصين والهند، وتغطي نسبة هذه الأنواع من العدسات السوق الوطني بنسبة كبيرة حيث تصل إلى 80٪ من حجم العدسات اللاصقة في السوق.