قالت مصادر إعلامية موريتانية، إن نواكشوط بصدد تسليم المتهم باختطاف الرعايا الإسبان، المدعو عمر الصحراوي، إلى باماكو خلال الساعات القادمة، في إطار إكمال صفقة تبادل الرهينتين الاسبانيتين المحتجزتين لدى تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي ذكرت وسائل إعلام موريتانية، نقلا عن مصدر حكومي رفيع، بأن الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير العدل الموريتاني، عابدين ولد الخير، إلى باماكو، أنضجت اتفاقا ثنائيا بين موريتانيا ومالي، حيث تم بموجبه إسقاط تهم الإرهاب عن عمر الصحراوي، وإدانته بتهم لها علاقة بالحق العام، من أجل تسهيل تسليمه للسلطات المالية ضمن اتفاق سابق بين الدولتين. وقال المصدر ذاته، إن نواكشوط قلقة من حدوث تطورات سلبية في ملف الرهائن الإسبان ومتخوفة من أن تتحمل المسؤولية الأخلاقية عن مصرع ثلاثة أوروبيين، بعد المغامرة العسكرية الفاشلة التي قام بها الجيش الموريتاني برفقة قوات فرنسية داخل صحراء مالي يوم 22 جويلية لتحرير رهينة فرنسية. وكانت نواكشوط قد رفضت في بداية الأمر دفع أي أموال أو القيام بأية عملية تبادل مع قادة تنظيم دروكدال الذي يتخذ من مالي مقرا لقيادته، واعتبرت مثل تلك الأفعال تشجيعا للإرهاب الدولي، لكنها تراجعت تحت الضغط الأوربي خاصة الفرنسي، والشعور بالذنب بعد عملية 22 جويلية، ضد أحد معاقل التنظيم بناء على معلومات استخباراتية خاطئة. وسبق وأن أوضحت مصادر مالية لوكالة الأنباء الفرنسية بأن الإرهابي عمر الصحراوي “على وشك أن يتم نقله الى باماكو”، في إطار مساع للإفراج عن رهينتين إسبانيتين، خطفهما ذات المتهم، ولايزالان في قبضة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي منذ نوفمبر 2009. وتسارعت الأحداث مؤخرا في المنطقة، حيث تزامن الحديث عن تسليم المشتبه به الرئيسي في اختطاف الرعايا الإسبان إلى سلطات باماكو، مع تداول معلومات أوردتها مصادر متطابقة في مالي، تفيد بأن الجناح المتطرف في التنظيم الإرهابي المسمى القاعدة في المغرب الإسلامي، الذي يقوده الجزائري عبد الحميد أبو زيد، والذي أعدم اثنين من الرهائن الغربيين سابقا، هدد بإعدام الرهينتين الاسبانيين، روكي باسكوال وألبير فيلالتا، اللتين تحتجزهما مجموعة المدعو مختار بلمختار، حيث من المرجح أن تكون مدريد قد مارست ضغوطا على حكومتي باماكو ونواكشوط من أجل إيجاد حل سريع لقضية رهائنها، وذلك خشية رد فعل انتقامي من التنظيم الإرهابي، خاصة وأن مدريد عبرت صراحة عن انزعاجها من التدخل العسكري الفرنسي الموريتاني على الأراضي المالية، والذي أدى إلى إعدام الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو.