تتجه مالي الى تكرير نفس الخطأ السياسي الذي ارتكبته في فيفري الماضي عندما أفرجت عن أربعة من الإرهابيين برغم مطالبة الجزائر بتسليم اثنين منهم ، وتسعى اسبانيا للضغط على بماكو للإفراج عن عمر صحراوي المتهم بالمشاركة في خطف ثلاثة اسبان في موريتانيا بعد تسلمه من هذه الأخيرة ، مقابل إفراج القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي عن الرهينتين الاسبانيتين .و نقلت وكالة أنباء موريتانية أن نواكشوط بصدد تسليم السلطات المالية عمر الصحراوي (52 عاما ) واسمه الأصلي عمر سيد احمد ولد حمة وهو من جنسية مالية شارك في عملية خطف الرهائن الأسبان الثلاثة واعتقل خلال العملية العسكرية التي نفذها الجيش الموريتاني والفرنسي ضد مجموعة للقاعدة شمال مالي في 22 جويلية الماضي وحكم عليه بالسجن لمدة 12سنة ، وقال مصدر موريتاني أن هذا التسليم الذي جرى الاتفاق عليه خلال الزيارة الأخيرة التي قام بها وزير العدل الموريتاني عابدين ولد الخير إلي باماكو،يهدف الى تجنب إقدام التنظيم المسلح على انعدامهما عبر تمكين السلطات الاسبانية والمالية من انجاز صفقة تبادل مع تنظيم القاعدة ببلاد المغرب الإسلامي للإفراج عن الرهائن الأسبان مقابل الإفراج عن عدد من عناصره المعتقلين في سجون دول الساحل ومن بينهم عثمان صحراوي ، مثلما جرى خلال مفاوضات القاعدة مع السلطات الفرنسية في فبراير الماضي حيث نجحت القاعدة في استرجاع ثلاثة من عناصرها كانوا في السجون المالية مقابل الإفراج عن الرهينة الفرنسي بيير كامات ، وهو ما أثار حينها استياء السلطات الجزائرية التي سارعت الى استدعاء السفير المالي في الجزائر للاحتجاج ونقل سفيرها الى العاصمة الجزائرية قبل إعادته في شهر جوان الماضي .وكان تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي قد هدد بإعدام الرهينتين الاسبانيتين" ألبرت فيللتا" و"روكي بسكوال" المحتجزين لديه منذ شهر نوفمبر الماضي، وقال المفاوض المالي المسؤول عن قناة الاتصال والمفاوضات مع تنظيم القاعدة للإفراج عن المختطفين أن جناحا في قيادة فر ع الصحراء للتنظيم المسلح يقوده الجزائري عبد الحميد أبو زيد هدد بإعدام رهينتين اسبانيتين ، وقال أن " أبو زيد يفعل كل ما بإمكانه حاليا لتهديد حياة الرهينتين الاسبانيين" عبر ممارسة ضغوط تتزايد يوما بعد يومعلى قائد المجموعة المسلحة التي تحتجزهما مختار بن مختار المدعو بلعور وهو من جنسية جزائرية كي لا يفرج عنهما ، ردا على العملية العسكرية التي قام بها الجيش الموريتاني والفرنسي ضد مجموعة من عناصر التنظيم في 22 يوليو الماضي شمال مالي ما أدى الى مقتل ستة من عناصر التنظيم ، وأكد المفاوض المالي أن "مختار بن مختار يرفض التسرع في إعدام الرهينتين لكن الأحداث قد تتجاوزه في حال ما لم يتم انجاز المفاوضات بشكل سريع " . وقال مسؤول مالي محلي يشارك في عملية المفاوضات مع مسلحي القاعدة أنه يعتقد أن "هذه الضغوط مجرد تكتيكات تفاوض لكن يجب أخذها على محمل الجد " مشيرا الى أن " أبو زيد يضاعف الضغط على بلمختار لمنعه من الإفراج عن الاسبانيين بعد الغارة الفرنسية الموريتانية ". وتحتجز مجموعة مسلحة يقودها مختار بن مختار الرهينتين الاسبانيين ألبرت فيللتا (35 عاما ) وروكي بسكوال (50عاما ) العاملين في منظمة إغاثة اسبانية منذ خطفهما على طريق نواديبو ونواكشوط بموريتانيا في 29 نوفمبر الماضي ، إضافة الى رهينة ثالثة هي اليسيا غومس (39عاما ) والتي أفرج عنها التنظيم لاحقا بداعي أنها أعلنت إسلامها ،ونجح المسلحون في نقل الرهائن الى منطقة شمال مالي ، ويتخوف المراقبون أن يقدم تنظيم القاعدة على إعدام الرهينتين الاسبانيتين في حال عدم الاستجابة لمطالبه التي لم تعلن للرأي العام ، ليكون مصريهما كمصير الرهينة الفرنسي ميشال جرمانو (78 سنة) الذي أعدم في 24 جويلية الماضي ، والهينة البريطاني جون اداوير في يونيو من العام الماضي. ليلى/ع