اتحاد عمال التربية والتكوين يطالب بن بوزيد بتنفيذ وعوده ينتظر أن تشهد السنة الدراسية المقبلة، التي لم يبق على انطلاقها سوى أسابيع قليلة، أزمة في الأساتذة في عدة مناطق الوطن، الجنوبية منها خاصة، بسبب المصير المجهول ل4200 سكن التي كانت قد خصصتها وزارة التربية لتغطية العجز في عدة مواد، وسط تحذيرات الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، الذي كشف عن عدم انطلاق مشروع إنجازها في الكثير من ولايات، مستنكرا صمت الوصاية حيالها. حذر المكلف بالإعلام على مستوى الاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، عمراوي مسعود، في تصريح ل “الفجر” من تكرار سيناريو نقص أساتذة الفرنسية والرياضيات والفلسفة بالمناطق الجنوبية، محملا وزارة التربية الوطنية عواقب ذلك، من تدني التعليم على مستوى هذه الأخيرة، جراء غياب المؤطرين التربويين، وما يعكس ذلك على نتائج التلاميذ في الامتحانات الرسمية، على غرار ما حدث في شهادتي البكالوريا والتعليم المتوسط، بما فيها امتحان نهاية الطور الابتدائي، التي احتلت فيها الولايات الجنوبية مؤخرة الترتيب في عدد الناجحين. وأوضح عمراوي مسعود أن وزارة التربية الوطنية كانت قد خصصت 4200 كوطة من السكنات بلغت عددها 4200 مسكن، لولايات الجنوب قصد تحفيز الأساتذة على التنقل إلى هذه الأخيرة ووضع حد لأزمة الأساتذة، حيث كانت ستسلم في الدخول المدرسي ل2008/2009، غير أنه تم تأجيل ذلك وتعليقها من طرف المسؤول الأول عن قطاع التربية، بعد تسجيل تذمر كبير من قبل أبناء منطقة الجنوب على المرسوم الوزاري الخاص بمعايير توزيع السكنات الوظيفية في ولايات الجنوب، حيث منح الأولوية لاستفادة أساتذة من خارج المنطقة، وإقصاء السكان الأصليين منها ، حيث أمر الوزير حينها، وموازاة مع ذلك بتشكيل لجنة تنظر في إيجاد سبل توزيعها دون مشاكل. وأضاف عمراوي أن إشكالية تعليق السكنات لايزال ساري المفعول، رغم اتفاق الوزارة الوصية ونقابات القطاع، وعبر اللجنة المشكلة، على اعتماد التنقيط في توزيعها، مؤكدا أن المشكل قائم، حيث لم يظهر مصيرها إلى حد الساعة، والأخطر من ذلك، على حد قول المتحدث، أن ولايات عديدة لم تشرع بعد في إنجاز المشروع، ولم تعرف التجسيد على أرض الميدان، والتفكير في توزيعها، حسب تعليقه، ما يبرز حقيقة أن الدخول المدرسي الذي اقترب موعده لن يشهد توزيع هذه السكنات. وانتقد مصدرنا غياب التحفيزات الكفيلة لتوجه الأساتذة إلى المناطق الجنوبية، مطالبا وزارة التربية الوطنية بتنفيذ الوعود التي جاءت على لسان الوزير أبو بكر بن بوزيد، والإسراع في إيجاد حل لإشكالية نقص الأساتذة، وليس بالجنوب فقط، فالعديد من مناطق نائية أخرى بالهضاب تعاني هي الأخرى من العجز في المؤطرين، حيث لا يتم معالجتها بمجرد فتح مناصب مالية وتنظيم مسابقات. وعلى صعيد النشاط النقابي، كشف ممثل “الانباف” عن عقد مجلس وطني للاتحاد الوطني لعمال التربية والتكوين، بداية شهر سبتمبر، أي قبل الدخول المدرسي الذي سيصادف هذه السنة تاريخ 13 سبتمبر. موضحا أن ملفات عديدة ستطرح للنقاش، أهمها ملف الشطر الثاني من المنح والعلاوات، التي لم يتم صرفها بعد لعمال القطاع، مع تقييم الحركة الاحتجاجية التي شنت في الموسم الدراسي المنصرم، وما نتج عنها من عقوبات، وتقييد على الحريات النقابية.