ندد العديد من سائقي سيارات الأجرة، المنضوين تحت لواء اتحاد التجار والحرفيين لوهران، من الوضعية المزرية التي آلت إليها خدمات القطاع جراء المنافسة غير الشرعية لسيارات “الكلوندستان” التي تلتحق بالعمل مع كل صائفة، وخروج العمال والموظفين في العطلة الصيفية تعرف حركة المرور ازدحاما كبيرا، حيث تكثر الحوادث في الطرقات بعد تغيير هؤلاء نشاطهم لنقل المواطنين داخل الولاية وخارجها مقابل مبالغ مالية خيالية، بعدما أصبحت مداخيل هذا القطاع كبيرة في ظل أزمة النقل الخانقة التي تعيشها الكثير من المدن الكبرى، ومنها وهران، التي تشهد خروجا مكثفا يوميا لسيارات الكلوندستان التي تجدها في شكل طوابير أمام محطات النقل والمقاهي والساحات، يزاحم أصحابها سيارات الأجرة في اصطياد الزبائن. وأعرب سائقو سيارات الأجرة عن تذمرهم الكبير، خاصة بعد المراسلات الكثيرة التي تم توجيهها إلى مديرية النقل منذ أكثر من سنة، لكنها لم تؤد إلى أي رد فعل، متهمين في ذلك مديرية النقل بالتواطؤ معهم، بعد فسح المجال أمام هذه الشريحة للتوغل أكثر أمام محطات النقل والدخول في منافسة غير شرعية. والتحق بهذا النشاط غير الشرعي، العديد من العمال والموظفين عبر مختلف الدوائر العمومية، لممارسة هذا النشاط بعيدا عن أعين الجهات الأمنية التي أصبحت في مطاردة يومية معهم بعد حجز العديد من سيارات الكلوندستان وتحويلها إلى الحظيرة الأمنية. وما زاد الطين بلة وقوف الكثير من هؤلاء أمام المواقف الرسمية لسيارات الأجرة، كما هو حال موقف سوق المدينةالجديدة، وموقف حي سيدي الهواري، والحمري، ومحطة النقل بحي إيسطو ويغموراسن، وغيرها. في ذات السياق، أوضح العديد من سائقي الأجرة، الذين استفادوا من ممارسة النشاط مؤخرا بعد الإفراج عن 120 سيارة أجرة من قبل وزير النقل خلال زيارته الأخيرة للولاية، صعوبة المهنة ونقص الدخل اليومي الذي أصبح لا يتعدى 1500 دج، إلا أن أصحاب تلك السيارات يطلبون من السائقين ضرورة جمع 3000 دج يوميا.. وهو الأمر الذي أخلط حسابات السائقين أمام المنافسة القوية لسائقي الكلوندستان، معتبرين أنفسهم ضحية مديرية النقل في غياب اللجان التقنية للمراقبة والتي تم تجميد نشاطها منذ سنوات، فبالرغم من نداءات الإستغاثة المتواصلة لسلطات الولاية والبلدية، إلا أن المشكل يبقى مطروحا بجدية في غياب آذان صاغية لسائقي سيارات الأجرة لإنقاذ القطاع من التدهور والتعفن الذي آل إليه بعد إهمال مسيري النقل للقطاع ولامبالاتهم بمشاكل سائقي سيارات الأجرة.. الذين يهددون ويتوعدون بتنظيم حركة احتجاجية في الأيام القادمة، وذلك من أجل تطهير القطاع من الطفيليين الذين أصبحوا يسترزقون على حساب سيارات الأجرة المعتمدين.