تشهد المحطة الجديدة لسيارات الأجرة لما بين الولايات، بالخروبة بالعاصمة، اكتظاظا كبيرا يتزامن مع حلول عيد الفطر، الذي عادة ما يقصد فيه المواطنين منازلهم لقضاء اليوم المبارك بين الأهل والأقارب، غير أنه، ونتيجة لسوء التنظيم، يجد المواطنون صعوبة كبيرة انعكست عليهم وعلى النشاط اليومي لأصحاب سيارات الأجرة الذين استغربوا استمرار الفوضى بمحطة من المفروض أن تكون نموذجا لباقي المحطات الأخرى، لكن الصراعات الداخلية جعلت منها مثالا للفوضى وسوء التنظيم· المحطة الجديدة التي تستوعب 360 سيارة أجرة، وضعت لفك الخناق عن مدخل ميناء الجزائر ومحطة القطار بعين المكان، إلا أنه وبعد مدة تباينت آراء المسافرين وأصحاب سيارات الأجرة بين مستحسن للمحطة الجديدة نظرا للموقع الذي يقرب المسافرين من محطة الخروبة، ومطالب بتحسين الخدمات وتخصيص المرافق الضرورية، ناهيك عن مركز خدمات الهاتف ومحلات الأكل السريع ودورات المياه· عراقيل تظهر وتختفي مع كل مناسبة سائقو سيارات الأجرة ما بين الدوائر مشردون بدون محطة مهدي معمري تشهد محطة سيارات الأجرة لما بين الولايات، بالخروبة في العاصمة، أياما قليلة قبل عيد الفطر، توافدا كبيرا من طرف المسافرين القاصدين لمختلف مناطق الوطن لقضاء العيد مع ذويهم، لكن تعترضهم جملة من العراقيل والمظاهر السلبية التي تختفي وتظهر مع كل مناسبة دينية أو وطنية لاسيما في عيد الفطر، أمام جشع بعض السائقين·· ونقص سيارات الأجرة، ويتذمر السائقون بدورهم من ضيق المحطة والفوضى التي تسودها جراء تواجد سيارات الأجرة لما بين الدوائر بينهم، رغم أنّ المحطة غير مخصصة لهم· إجبار المسافرين على دفع تذاكر أمتعتهم مهما كان وزنها يقصد المسافرون، وبالأخص في اليومين الأخيرين قبل العيد، المصادفين للعطلة الأسبوعية، مختلف محطات النقل، من المطارات والموانئ ومحطات القطارات والحافلات، منها محطة سيارات الأجرة بالخروبة الموجودة سابقا بالسكوار في تافورة، والتي تكتظ بالمسافرين، أغلبهم عمال في العاصمة وضواحيها، جاءوا إلى المحطة وكلهم شغف للعودة ولقاء الأهل، الذي يريحهم بعد تعب العمل· لكن نقص سيارات الأجرة زاد من متاعبهم، على حد تعبير ''فيصل'' المتوجه نحو ولاية تبسة: ''يوجد نقص في سيارات الأجرة، من الساعة العاشرة حتى المساء''· الحال ذاته لمسناه عند ''محمد'' العامل بالعاصمة، والمتوجه لنفس الولاية، والذي أعياه الانتظار· مشينا قليلا داخل المحطة لنلتقي بأحد الشباب المدعو ''جمال'' المسافر إلى باتنة، تكلم عن جشع بعض السائقين الذين ينتهزون الفرصة لرفع تسعيرة النقل، مرهقين بذلك جيوب المسافرين· ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل تعداه إلى إجبار المسافرين على الدفع على أمتعتهم مهما كان وزنها· وفي هذا الصدد، قال أحد المسافرين، الذي بدا غاضبا، أنّه لن يسافر لو طلب منه أن يدفع على أمتعته، رغم أنّ القانون يقول أنّه يدفع فقط على الأمتعة التي يتجاوز وزنها 15 كلغ· وبالمقابل، اعتبر بعضهم أنّ هذه النقائص والتصرفات عادية تحدث مع اقتراب كل مناسبة، وأنّ الأمور تحسنت مقارنة بالأعوام السابقة، لكن هذه النقائص والسلوكات التي يتفنن فيها بعض السائقين مع اقتراب كل مناسبة تنهك المسافرين عقليا وجسديا قبل السفر، والذي يعد في حد ذاته مرهق· سائقو ما بين الولايات·''نحن في سجن غوانتنامو'' هي من بين العبارات التي يردّدها سائقو سيارات الأجرة، لوصف الوضع الذي آلت إليه المحطة جراء العديد من النقائص والفوضى التي أضحت تميزها، رغم أنّها فتحت منذ 8 أشهر فقط، بعد أن كانت على مقربة من محطة آغا للقطار وميناء الجزائر في ''السكوار'' بتافورة منذ 30 سنة، إلا أن السائقين أعربوا ل ''الفجر'' عن امتعاضهم من ضيق المكان والفوضى السائدة، جراء تواجد سيارات أجرة دخيلة بالمحطة غير مسموح لها بذلك، ما جعل كل السائقين الذين التقيناهم في حالة غليان، باعتبار أنّ هؤلاء أثروا سلبا على عملهم وأخلوا بالنظام العام للمحطة· وتزداد معاناتهم أيضا مع افتقار المحطة للعديد من المرافق خاصة في رمضان ومع اقتراب موعد الإفطار، أين تنعدم محلات لبيع المأكولات والمطاعم، بعد يوم من الصوم والعمل الشاق· كما أبدوا عدم رضاهم من دفع مبلغ 60 دج حقوق التوقف، عوضا عن 30 دج المعمول بها في كافة المحطات عبر الوطن، حسب قولهم، مطالبين الجهات الوصيّة، بالإسراع في توسيع المحطة والقضاء على الفوضى التي تعمها· سائقوا سيارات الأجرة ما بين الدوائر يعانون الظلم والتهميش اقتربنا من سائقي سيارات الأجرة للنقل بين الدوائر، بهدف توضيح سبب اقتحام محطة غير مخصصة لهم، فوجدناهم أسوأ حالا من سابقيهم، حيث عبروا لنا عن الظلم الذي يتلقوه يوميا جراء الطرد أينما حلوا وتوقفوا، كيف لا وهم مشردون بدون محطة تأويهم، مما يضطرهم للتوقف بمحطة الخروبة، بعدما حرموا من حقهم في امتلاك محطة خاصة بهم· واقع تكلم عنه أحد السائقين لدائرة عين آزال من ولاية سطيف بحرقة، جراء التهميش الذي طالهم، ما أظهره أيضا (عبد المالك)، دائرة زغاية بميلة، رغم أنّ الجهات المعنية تسمح لهم الدخول للمحطة إلاّ في المناسبات استثناءً، ولثلاثة خطوط دوائر هي، بوسعادة - المسيلة، فرجيوة - ميلة وخميس مليانة - عين الدفلى، بطريقة ثابتة نظرا للإقبال الكبير على هذه الخطوط من طرف المسافرين· وأوضح لنا السائقون أنّهم قدموا طلبا لمديرية النقل، لكن لا جديد يذكر· فوضى عارمة بمحطة سيارات الأجرة لما بين الولايات بالخروبة قال سائقو سيارات الأجرة لما بين الولايات إن مشكل ضيق المساحة داخل المحطة، والتي تشهد بدورها ازدحاما كبيرا على مدار أوقات العمل، صار مشجعا للفوضى التي غالبا ما يخلفها أصحاب سيارات الأجرة لما بين الدوائر، نظرا لاستعمالهم للمحطة دون ترخيص، بالإضافة إلى استعمالهم مكان لركن سياراتهم أوقات الراحة، في حين يرون أن الحل يكمن في تخصيص محطة أخرى لأصحاب سيارات الأجرة لما بين الدوائر· كما أرجع بعض السائقين ضيق المحطة إلى الطرق غير القانونية التي يعمل بها بعض السائقين الذين طالبوا باستبعادهم عن المحطة، وبين نقص المرافق الضرورية وعدم استيعاب المحطة لسيارات الأجرة ما بين الدوائر، العاملين بصفة غير منظمة، جعلتها مكانا للفوضى وسوء التنظيم، سيما أمام غياب إجراءات ردعية من شأنها الحد من التصرفات غير القانونية التي جعلت من الناقلين والمسافرين يدفعون الثمن، خاصة أيام العطل والمناسبات التي عادة ما تكثر فيها مثل هذه المشاكل· خالدة· ب هُيّأت محطة الخروبة دون أن يمس ذلك جهة سيارات الأجرة مستعملو محطة سيارات الأجرة ما بين الولايات ينددون بالتمييز استنكر مستعملو محطة سيارات الأجرة لما بين الولايات بالخروبة، سياسة التمييز المنتهجة من طرف مؤسسة تسيير المرور والنقل الحضري لولاية الجزائر، التي لم تقم، حسبهم، بأي تغيير إزاء المحطة المذكورة آنفا على الرغم من النداءات الموجهة إلى المصالح المعنية، وقامت في المقابل بإعادة تهيئة المحطة المجاورة لاستقبال المسافرين في الأسبوع الأخير من شهر رمضان· العملية مست الأرضية ومواقف الحافلات التي تم تنظيمها بشكل جديد، بالإضافة إلى تهيئة أماكن الانتظار، حتى الواقيات التي طالب مستعملو محطة سيارات الأجرة ما بين الولايات بتزويدهم بعدد إضافي إلا أنهم لم يتحصلوا عليها· وبالموازاة مع ذلك، قامت ذات المصالح حسبما أكده بعض المسافرين بتجديد كافة البلاط وأماكن رمي القمامة، وذلك استعدادا لاستقبال آلاف المسافرين، خاصة هذه الأيام التي تتزامن مع عيد الفطر المبارك· خالدة· ب النائب الأوّل للاتحاد الوطني لسائقي الأجرة ل ''الفجر'' كان من المفروض أن نستلم محطتين والمفاوضات جارية للاستفادة من الثانية قال النائب الأول للاتحاد الوطني لسائقي الأجرة عزيوز بوقرو، إنه كان من المفروض أن تستلم هيئته محطتين، لكنهم في آخر المطاف استلموا واحدة فقط، وهو ما خلق فوضى بالمكان· اشتكى السائقون من ضيق المحطة المخصصة لسيارات الأجرة بالخروبة ومن الفوضى، بماذا تردون؟ المحطة بدأت نشاطها منذ 8 أشهر، بعدما كنا في الشارع منذ 30 سنة في محطة السكوار، في فوضى حقيقية وبدون حماية، أما اليوم فعندنا محطة محمية ومنظمة بتوفر المسيرين والأمن، بالإضافة إلى العدد الهائل للسائقين والذي تجاوز 100 ألفا على المستوى الوطني· وماذا عن سيارات الأجرة النقل ما بين الدوائر، والتي تستغل المحطة رغم أنّها غير مخصصة لها؟ سمحنا فقط لثلاثة خطوط دوائر بالعمل، وهي دوائر بوسعادة، فرجيوة وخميس مليانة، لكونها تعمل أحسن من سيارات الأجرة لما بين الولايات، باستقطابها لعدد كبير من المسافرين ما يحتم علينا منحها ترخيص بالعمل، كما سمحنا أيضا لباقي الدوائر العمل استثناءً خلال المناسبات· هذا ما يؤكد أنّ مصير هذه الفئة يبقى مجهولا في ظل تواجدها بدون محطة؟ كان من المفروض أن نستلم محطتين، واحدة مخصصة لما بين الولايات وأخرى لما بين الدوائر، لكننا استلمنا واحدة في انتظار الأخرى، التي تبقى تحت تصرف مؤسسة سوناطراك، والمفاوضات جارية معها لاستلامها والاستفادة منها· تذمر المسافرون من تصرفات بعض السائقين لزيادتهم لتسعيرة النقل مستغلين اقتراب العيد، هل أنتم على دراية بذلك؟ لحد الساعة لم تصلنا أي شكوى من طرف قاصدي المحطة بخصوص الزيادة في تسعيرة النقل، مكتب الأمن موجود ونقابة اتحاد سائقي السيارات موجودة فمرحبا بالشاكين، ونحن جاهزون لضمان السير الحسن للمحطة والمسافرين، ونذكر أنّ سيارات الأجرة تعمل يوم العيد، بدورنا سنكون في الموعد· حاوره: مهدي·م رئيس الفيدرالية الوطنية لسائقي سيارات الأجرة ل ''الفجر'' صراع النقابتين وتخلي الإدارة عن مهامها جعل المحطة نموذجا للفوضى تم تغيير محطة السيارات من بور سعيد إلى الخروبة بعد سلسلة الشكاوي التي تقدم بها السائقون والمسافرون بشأن رداءة ظروف العمل وانعدام الأمن به، فهل تعتقدون أن المحطة الجديدة ساهمت في القضاء على هذه المشاكل؟ حقيقة، هناك إيجابيات لا يمكن تجاهلها والمتعلقة بتوسيع الرقعة وتبيان مكان عمل السائقين، غير أننا لم نحقق الهدف المرغوب فيه وهو إنشاء محطة جديدة بكامل المواصفات بدل تلك القديمة التي كانت تعاني نقائص جمة، هذا دون الحديث عن راحة المواطن التي لم يعرفها بعد نظرا لسوء التنظيم· إلى ماذا ترجعون سوء التنظيم الذي طبع المحطة بعد مرور حوالي سنة من تواجدها، وما هي محاولاتكم لتحسين الأوضاع بها؟ الأسباب الحقيقية وراء الفوضى وسوء التنظيم هو صراع المصالح الموجود بين النقابتين، وسياسة اللامبالاة المنتهجة من طرف الإدارة، ما أدى إلى تفاقم الوضع الذي أصبحت الفوضى وسوء التنظيم أهم نتائجه· أما عن محاولاتنا لتحسين الوضع، فقد طالبنا من المصالح الولائية بتشييد مكتب خاص بالفدرالية على مستوى المحطة من اجل الوقوف على حجم المشاكل التي يعاني منها الناقل والمسافر لإيجاد الحلول لها· تحدثتم سابقا عن إجراءات تنظيمية ستمس المحطة الجديدة خاصة في جانب التسيير، فأين أنتم من ذلك؟ في أول انطلاقة للمحطة، كان هناك برنامج خاص يتعلق بطريقة التسيير، من أجل تفادي الاكتظاظ الحاصل خاصة في المناسبات، وذلك بوضع أعوان من مؤسستنا لتنظيم الوضع وتفادي الاكتظاظ، غير أنه بإبعادنا عن مسرح الحدث أصبحنا عاجزين عن اتخاذ أي إجراءات، وبالتالي أصبحنا في موقف المتفرج· هل تقصدون أنه لا يمكنكم التدخل لتغيير الوضع؟ تنافس النقابتين واستبعادنا من مسرح الحدث ألغى كل صلاحياتنا·