استطاعت فرقة “الفردة”، القادمة من ولاية بشّار، ليلة أول أمس، هز العائلات العاصمية التي حضرت الحفل، على وقع أنغام الموسيقى الصحراوية، وذلك في إطار السهرة الرابعة عشرة لبرنامج مؤسسة الديوان الوطني للثقافة والإعلام الخاص بشهر رمضان الكريم. شهد الحفل، الذي احتضنته قاعة الموقار بالعاصمة، حضور عدد كبير من العائلات الجزائرية، ككل سهرة، منذ انطلاق هذه التظاهرة الرمضانية، التي اعتاد الديوان تنظيمها في كل موسم رمضاني، حيث غصّت مدرجات القاعة واستمتع الجمهور العاصمي قرابة 3 ساعات من الزمن بأجمل الألحان والأغاني المستمدة من الصحراء الجزائرية الشاسعة، من خلال اللقاء الذي جمع الحضور بأعضاء فرقة “الفردة”، التي أطربت الحضور على وقع أنغام الموسيقى الصحراوية النابعة من أعماق منطقة القنادسة، التي تمزج فيها عدة طبوع على غرار موسيقى القناوي، الأندلسي، وموسيقى الديوان، بالإضافة إلى طابع الأغنية المغربية. وتجاوب على مدار ساعات الحفل الشباب العاصمي بكل اهتمام بمختلف الأغاني التي قدمتها “الفردة” إلى غاية الساعات الأولى من الصباح، من خلال أداء كل من حسين زايدي، وبسطام العربي، وألهبا القاعة على إيقاع آلة “الفردة”، آلة “القنيبري” أو “الهجهوج”، وآلة “السوسان”، حيث قدموا أغنية “كريم الكوراما” المعروفة بالعاصمة بالفراجية، والتي اعتادت فرقة “الفردة” افتتاح حفلها الموسيقي بها، وصولا إلى أغنية “صلوا على رسول الله”، “بن بوزيان”، “قول كي نزيد” لحفيظ سيدي محمد بن بوزيان، “فاطمة”، “زهو الدنيا هوما لكتوب”، “عيني فيك وما قديت نمشي ليك”، “صبحته في المساء”، مرورا بأغنية “الله مالي مالي”، التي تفاعل معها الجمهور العاصمي بكثرة، واختتم بها هذا الحفل. وعن سرّ تسمية هذه الفرقة ب “الفردة”، يقول أحد أعضائها، بسطام، إن الناس في منطقة القنادسة كانت لديهم عادة تضامنية في الماضي لإعانة المقبلين على الزواج، حيث كانوا يجتمعون في بيت أحدهم ويضعون فردة خف أو حذاء بينهم، يجمعون داخلها المال. وهي تعرف أيضا باسم “التقصيرة” أو “العامة”، وتعني مكان الاجتماع،على حدّ قوله. وأشار المتحدث إلى أن “الفردة”، تسمية الفرقة، تطلق على الطابع الغنائي وحتى على الآلة الموسيقية التي يختص بها هذا النوع من الغناء تقابلها آلة الدف أو ما يسمى ب”الرقيبة”، عند الطوارق غير أنها تقرع على الأرض، موضحا أن معظم القصائد التي تتداولها منطقة القنادسة مغربية الأصل، لها إيقاع متميز وآلات تقليدية خاصة بها، ربما تعود إليها أصل التسمية وهي أنها موسيقى فريدة من نوعها، يضيف بسطام.