دمشق تقول بعض المصادر إن عملية بناء دار الأوبرا السورية التي تحمل اسم "دار الأسد" استغرقت ثماني عشرة سنة. * لذلك فقد جاءت تحفة معمارية بكل المقاييس العالمية وغاية في الفخامة والضخامة... من دار الأسد انطلقت فعالات الأسبوع الثقافي الجزائري الذي أعطت إشارة انطلاقه الوزيرة خليدة تومي رفقة نظيرها السوري. * أبدى الجمهور السوري، والجالية الجزائرية بسوريا تعطشا غريبا للثقافة الجزائرية التي استقبلوها بأحضان دافئة... وكانت بداية التعاطي مع المنتوج الثقافي الجزائري بالحضور القوي، والإقبال الغريب على الخزف والفخار الجزائري مع معرض للفنون التشكيلية والخزف أبهر الإخوة السوريين من حيث الإتقان والمزج بين الأصالة الأمازيغية والمعاصرة... إقبال السوريات على المعرض كان شديدا، لكنهن حزنّ كثيرا، لأن المعرض لم يكن مفتوحا على البيع، وقالت إحداهن للشروق »حضرت وأنا عازمة على شراء بعض المفردات التراثية، لكن للأسف المعرض لا يبيع«، وأضافت أخرى »أتمنى أن تكون هناك مبادرات أخرى للبيع أيضا، حتى نتمكن من شراء بعض التذكارات الجزائرية«. * * ديو بين القناوي والاندلسي... البداية الموسيقية الموفقة * تربعت الفرقة الموسيقية الاندلسية بقيادة المايسترو رشيد قرباس، وهي في حلتها التقليدية المعهودة، ولكن في فضاء موسيقي أرحب قفز من الاندلسي الى القناوي، من خلال جمع استثنائي بين النوعين هز القاعة التي امتلأت عن آخرها، وهي المرة الأولى منذ انطلاق فعاليات دمشق عاصمة الثقافة العربية حسب بعض الحضور. مديح وقصيد ولج قلوب وعقول الحضور من العائلات السورية التي استمتعت طيلة عمر الفقرة الموسيقية، وحاولت أن تنسجم تصفيقا وترديدا أيضا. خاصة وأن القناوي الذي قدمته فرقة الفردة بامتياز هو نوع جديد بالنسبة إليهم. * * الجالية الجزائرية... حنين للوطن ووفاء لتقاليده * حضرت أيضا الجالية الجزائريةبدمشق، والتي على اختلاف أسباب تواجدها بين الدراسة والعمل والسياحة، إلا أنها اجتمعت تحت سقف دار الأوبرا وخلقت جوا عائليا بالتجاوب مع ما قدمته فرقة الفردة في ثنائية مع الفرقة الموسيقية الاندلسية في خرجة موسيقية لم يتوقعوها وهم الذين تعودوا على خصوصية المدارس الموسيقية. بين التصفيق والرقص والدندنة وأيضا الزغاريد، تحول الحفل الموسيقي الى عرس جزائري على أرض دمشق وأدخل ذلك التلاحم بين الجزائريين المقيمين بها الغبطة في قلوب العائلات السورية التي ظلت تتطلع على ما يجري بفضول كبير. * * البالي الوطني... علامة كاملة * كانت آخر فقرة في اليوم الافتتاحي، وفي الوقت ذاته أجمل فقرة. على بساط الحركة والرقص ركب كل أعضاء البالي الوطني وحجزوا للجمهور الغفير أماكن تكفيه ليحلق الجميع في رحلة تاريخية لن تنسى أو على الاقل كما قالت لنا السيدة ليلى ستظل في الذاكرة. بكل بساطة، لأن الرقصات التي قدمها البالي زارت أغلب مناطق الجزائر من خلال اللباس التقليدي لكل منطقة. * * الرقص الشعبي والإيقاع الموسيقي من وإلى دمشق * البالي مؤسسة عمومية تحت وصاية وزارة الثقافة يعرف بكل أنواع الرقص الشعبي الوطني والتراث العالمي ويقوم بالبحث لوضع جرد لمكونات التراث الشعبي كالعادات والحفلات والتقاليد والأطقم والرقصات والإيقاع والموسيقى وتجديدها والحفاظ عليها وتطويرها ويضمن توزيعها واسعا عن طريق تنظيم عروض. ويتكون البالي الوطني من فنانين متخرجين من المعهد الوطني للفنون الدرامية والكوريغرافيا ويمتلك ذخيرة غنية بلوحات تمثل الرقص الأكاديمي والحديث والعصري والتقليدي. * بعد 38 سنة من الوجود في رصيده اليوم أكثر من 2500 عرض وقد قدم معظمها في أكثر من 60 بلدا بالقارات الأربع. * * ميداليات ذهبية من تونس إلى إيرانوإسبانيا * حصل البالي الوطني على عدة ميداليات بدءاً بميدالية برونزية سنة 1967 في مهرجان الفنون الشعبية بالحمامات بتونس وسنة 1968 ميداليتين ذهبيتين في إسبانياوإيران وسنة 1969 ميدالية فضية في المهرجان الثقافي الافريقي بالجزائر وميدالية ذهبية في تركيا سنة 1973 وأحسن جائزة في نيجيريا سنة 1977 وجائزة أحسن فرقة في تركيا سنة 1985. * * الختام... رحلة من الفنتازيا إلى الرقيبات * خطف البالي الوطني، سهرة اول امس، عقول الحاضرين وهم يتنقلون إلى ولايات الجزائر من أماكنهم عبر رقصة الفنتازيا أو القوم وهو لعب جماعي بالخيول ورقصة المهارات التي تعتمد على الحركات الفلكلورية ورقصة القبائل ورقصة العلاوي ورقصة أولاد نايل ورقصة تلمسان ورقصة الشاوية ورقصة البرنوس ورقصة الرقيبات. ولضيق الوقت حيث استمرت السهرة الى ما بعد منتصف الليل أجلت رقصة التوارق ليكون مسك الختام الرقصة العاصمية. * * الختام... الدبكة السورية بأزياء جزائرية * اختار المنظمون أن يكون ختام السهرة من وإلى دمشق عن طريق تقديم الدبكة السورية بأزياء جزائرية ثم بأغنية فرحة وزهوة التي أسدلت الستار عن اليوم الاول. وانطلقت، أمس، بمدينة حلب ودمشق قافلة النشاطات المسرحية والموسيقية والسينمائية التي سنوافيكم بها في عدد الغد.