دخل أمس عمال مؤسسة النقل الحضري “إيطو” بوهران، والبالغ عددهم 260 عامل، في إضراب مفتوح إلى غاية الاستجابة لمطالبهم المتمثلة في إعادة إدماج 65 عاملا تم فصلهم عن العمل خلال تسعة أشهر، ولعل القطرة التي أفاضت الكأس وعجلت بالإضراب طرد خمسة عمال آخرين نهاية الأسبوع، ما أثار غليان بقية العمال الذين قرروا التوقف عن العمل لمساندة زملائهم المفصولين، واصفين الإجراء بالتعسفي في حق العمال، ما ألزمهم سحب الثقة من الفرع النقابي الذي اتخذ موقفا حياديا جراء عملية الفصل المتواصلة، إضافة إلى مطالبتهم بتحسين ظروفهم الاجتماعية والمهنية وبرحيل مدير المؤسسة. من جهتهم أوضح عدد من العمال أن الضغوطات الكبيرة المفروضة على السائقين من قبل مدير المؤسسة أدت إلى تعفن الوضع في غياب احترام قانون العمل، ذلك أنه بمجرد وصول العامل متأخرا بخمس دقائق ودون أن تمنح له فرصة شرح السبب يوجه له استدعاء ليفصل نهائيا في اليوم الموالي. وهو الأمر الذي رفضه العمال المتعاقدون كلية، مطالبين السلطات المحلية بالولاية بوضع حد لما تعيشه المؤسسة، التي عرفت مؤخرا زيادة في أسعار التذاكر قبل القطاع الخاص في ظل الديون المتراكمة عليها، والتي فاقت قيمتها سبعة ملايير سنتيم ما جعلها عاجزة عن تسديد مرتبات العمال، في الوقت الذي يتكهن فيه البعض بأن يكون مصير هذه المؤسسة في ظل المشاكل القائمة كمصير مؤسسة النقل الحضري لبلدية وهران التي كانت الرائدة في قطاع النقل بالولاية، ووصلت إلى حالة إفلاس كبيرة جعلت العمال متشردين في الشارع وبدون مرتباتهم لأكثر من 10 سنوات، إلى غاية تدخل النقابة المركزية التي عالجت مشكل مرتبات العمال. فيما يبقى الإضراب متواصلا والعمال يهددون برفع دعوى قضائية ضد المدير الذي أكد أن إهمال العمال لوظائفهم والتأخرات اليومية والمستمرة وبدون سبب كانت وراء تشديد القبضة لعدم انزلاق المؤسسة إلى الإفلاس والغلق في ظل المنافسة القوية مع الناقلين الخواص.