تواصل أمس لليوم الثاني على التالي إضراب عمال مؤسسة النقل الحضري »إيطو« والذي تسبب في شل حركة النقل، لا سيما بخطوطه الستة (U، B، 11، 51، 37)، حيث عبر لنا زبائن »إيطو« الذين وجدناهم أمس ينتظرون الحافلات بالمحطة النهائية. بساحة أول نوفمبر عن تذمرهم من هذه الوضعية التي زادت من حدّة أزمة التنقل خصوصا في هذا الشهر الفضيل، الذي يتطلب حركة دؤوبة للمركبات، سيما في الفترة الصباحية حيث يفضل المواطنون قضاء حاجياتهم لتجنّب الضغط والفوضى التي تشهدها المركبات بعد الظهيرة، واستاء الكثيرون من غياب حافلات النقل »إيطو« سيما تلك المقلّة نحو الناحية الشرقيةلوهران والتي لا تتطلب فترة زمنية طويلة، مقارنة بمركبات الخواص، التي لن تقلع من المحطة إلا وهي محمّلة عن آخرها. هذه الوضعية التي أدت أمس إلى حدوث إضطراب كبير في حركة النقل الحضري بمدينة وهران جعلت نشاط الخواص أكثر فعالية مما تسبب في حدوث فوضى كبيرة، سادتها أجواء مشحونة بمختلف المحطات التي ينشط فيها خط »إيطو« إلى درجة أن بعض الركاب اشتكوا من المعاملة السيئة للقابضين الذين انتهزوا فرصة دخول عمال مؤسسة النقل الحضري في إضراب مفتوح، لفرض سلطتهم والتحكم في الزبائن كيفما شاؤوا ومنهم من استفزّ حسب أحد المواطنين الركاب برفع التسعيرة إلى 20دج، بدون تسليم تذكرة الركوب وغيرها من التجاوزات التي حدثت لتكبيل أيادي الركاب الذين اضطروا إلى الإستنجاد بسيارات الأجرة أو الكلوندستان لتجنّب الإزدحام داخل مركبات الخواص وذلك بخطوط 11 وU و37، التي عرفت توافدا كبيرا بعد غياب حافلات »إيطو« التي كانت أكثر تنظيما واحتراما لزبائنها في تقديم الخدمات. من جهتهم أكد عمال المؤسسة الحضرية للنقل العمومي على أن الإضراب سيبقى مفتوحا إلى حين انصياع المسؤولين لمطالبهم المتمثلة في إعادة إدماج العمال المطرودين، ووضع حد لسياسة الضغط المفروضة عليهم، من قبل المدير الإداري والتقني مع مطالبتهم بتنحية المتسببين في خلق البلبلة وتلفيق التهم الباطلة للمستخدمين، زيادة على مطالبتهم بتسوية مشكل تأخر الأجور، وكذا منحهم الحقوق والإمتيازات القانونية، وضمان حصّتهم من المساعدات الإجتماعية، موضحين بأنهم لم يلمسوا أي تغيير أو تحسّن في رواتبهم بعد تجسيد قرار رفع التسعيرة إلى 15 دج. هذه الحركة الإحتجاجية التي تواصلت إلى غاية نهار أمس نظمها أزيد من 160 عامل بالمؤسسة، دون سابق إشعار، وذلك تنديدا بما يتعرضون له من ضغط في غياب تام لنقابتهم. التي لم تدافع عن مطالبهم، حسب ما صرح به أحد العاملين بالمؤسسة، وانفجر الوضع بعدما تم توقيف 4 مستخدمين نهاية الأسبوع الفارط وتحويلهم على المجلس التأديبي وهي العملية التي طالب العديد من العاملين في الأشهر الفارطة، فضلا على أن ساعات العمل في رمضان تجاوزت 11 ساعة ورغم ذلك لا ينعمون براتبهم الشهري، بسبب إجراءات الخصم المتكررة لسبب أو لآخر، ويتوقع حسبهم أن لا يزيد الإضراب عن ثلاثة أيام على أن يستأنف نشاط حافلات إيطو اليوم أو غدا. هذا وحاولنا أمس مرارا وتكرارا الإتصال بمدير المؤسسة النقل الحضري »إيطو« لمعرفة ردّه على الإضراب لكنه تعذر علينا ذلك، كما أكدت مصادر مقرّبة من المؤسسة على أن هذه الأخيرة ستتخذ قرارتها بمجرد طرح القضية على الوصاية، باعتبار أن المشكل داخلي ويتعلق بسياسة التسيير سيما فيما يتعلق بالعمال المتعاقدين الذين لم يستفيدوا من تجديد عقودهم على وجه الخصوص.