أكد الباحث الفرنسي في الدراسات الإسلامية، الشيخ داوود غريل دونيس، مساء يوم الثلاثاء بوهران، أن القرآن الكريم يعد مصدرا أبديا لتطوير جميع العلوم التي تنفع البشرية وذكر السيد داوود، خلال تقديمه لمحاضرة في إطار الطبعة الخامسة من سلسلة الدروس المحمدية عنوانها "الأصول القرآنية للعلوم الإسلامية"، تابعتها (واج) أن الفقهاء والمجتهدين أثبتوا "أن القرآن هو الأصل بالنسبة لشتى العلوم التي خلصت الإنسانية من الفكر المتحجر والمتعصب، وقادتها نحو الرفاه والإستقامة". وأبرز المحاضر، من خلال عرضه لمقاربات علمية مستوحاة من النصوص الشرعية (القرأن الكريم والسنة النبوية الشريفة)، المرتبة العليا التي خصها الدين الحنيف للعلم والعلماء، موضحا "أن الكلمات الدالة على العلم والداعية إليه تحتوي عليها معظم السور القرآنية". وتناول السيد داوود، وهو أستاذ محاضر بجامعة أكس أون بروفونس (فرنسا)، العلوم الحياتية والدنيوية وازدهارها في ظل الفتوحات الإسلامية، لاسيما رقي هذه العلوم نتيجة استمدادها من التوجيه القرآني والسنة النبوية الحميدة. كما تطرق إلى مظاهر الغبن والأسى التي عانت من ويلاتها البشرية بفعل العلوم التي كانت سائدة قبل الإسلام، والتي اتخذها أصحابها وسيلة لزرع الفتن ونشر التخلف وإشعال فتيل الحروب والشعوذة التي كانت مرتبطة بعبادة الأوثان. وأشار السيد داوود كذلك إلى الأحكام النبيلة التي جاء بها الدين الإسلامي عند دعوته الإنسان إلى التعلم والتفكر والإستغلال الصحيح للعقل الذي شرف به الله بني آدم، حيث تتمثل في اقتران العلم بصفات التواضع وحسن الخلق وطيبة معاملة الناس والخشوع. يذكر أن هذا الملتقى الدولي الذي تحتضنه الزاوية البلقايدية الهبرية، الكائن مقرها ببلدة سيدي معروف (شرق وهران)، تتواصل فعالياته للأسبوع الثاني حول موضوع العلم، على أن تختتم يوم الخميس القادم.