شهدت خارطة البرامج الرمضانية متابعة جماهيرية واسعة للعدد الضخم من الأعمال الدرامية التي استوعبتها الفضائيات العربية، وأصابت المشاهد البسيط بارتباك المتابعة، وهي النقطة التي حاولنا أن نلمسها بين المثقفين الجزائريين للإقتراب من اهتماماتهم الفنية.. قبل أن نكتشف أن الأمر مختلف بينهم، لأنهم ببساطة ليسوا من هواة برامج رمضان، وأحلوا أنفسهم من الجدل الدائر حول الجيد منه والرديء طريقة البرمجة منفرة، ”ذاكرة الجسد” غرق في الرتابة، وإخفاق للأعمال المصرية حاولت ”الفجر” معرفة رأي بعض المثقفين الجزائريين في الدراما الرمضانية على الفضائيات العربية والجزائرية، فكانت ردودهم متقاربة، واعترفوا أن ما راهنت عليه مختلف القنوات لم يسترع اهتمامهم بالكامل، وإن كانت لهم إطلالات خفيفة من باب الفضول أوالصدفة، إلا أن ذلك لم يغير قناعتهم في العزوف عنها. البداية كانت مع الكاتب والروائي، بشير مفتي، الذي كشف لنا أنه ليس من هواة المسلسلات حتى في الشهر الفضيل، الذي يعرف عرض الأحسن والأجود في نظر أهل الفن، إلا أنه يرى أنها مجرد مضيعة للوقت في غالب الأحيان. وعلى الرغم من قناعته هذه فإن الكاتب لم ينف أنه شاهد بالصدفة حلقة من المسلسل الجزائري - السوري ”ذاكرة الجسد ”، الذي قال إنه لم يرقه كثيرا، لينضم بذلك إلى بقية الأصوات التي أجمعت على فشل العمل دراميا، مرجعا ذلك إلى الأسباب التي وردت على لسان المختصين، الذين أجمعوا أن العمل وقع في فخ الرتابة والإطالة التي تؤدي إلى الملل. السينارست عيسى شريط، آثر الحديث عن البرامج الوطنية التي لم تحظ بمتابعته بسبب طريقة البرمجة، التي يقول إنها اعتمدت، هذه السنة، على طريقة منفرة لا تشجع على جلب المتفرج الجزائري، موضحا ذلك بقرار توحيد البرنامج الرمضاني بدءا من لحظة الفطور إلى غاية انتهاء نشرة الأخبار على كل القنوات الوطنية، وهو ما اعتبره شريط خطأ تقنيا ساذجا، وعاملا منفرا غير محفز على المتابعة. لذا فقد اعترف أنه يجد نفسه عاجزا عن إبداء رأيه حول برنامج رمضان بسبب سوء البرمجة التي حرمته فرصة المشاهدة. الشاعر سليمان جوادي، بدوره، أكد لنا أنه لا يمكنه الخوض في الموضوع، لأنه لا يهتم كثيرا بمتابعة الأعمال الدرامية وإن كانت في رمضان، رغم أنه لم ينف أن ما شاهده من ”ذاكرة الجسد ” أكد له أن الرواية أجمل بكثير، رغم أنه تحدث عن الممثلة أمل بوشوشة التي اعتبرها اكتشاف العمل. أما عن الأعمال العربية فقد أشار الشاعر إلى أنه تتبع بعض الحلقات من المسلسل السوري ”باب الحارة” الذي وصفه بالرائع وبكل المقاييس، حتى أنه تأسف لعدم تمكنه من رؤيته كاملا، كما قال إن أبناءه الذين يثق في ذوقهم، أشادوا بالمسلسل الجزائري ”الذكرى الأخيرة” للمخرج مسعود العايب، وهي النقطة الوحيدة التي منحت للأعمال الجزائرية. الشاعر بوزيد حرز الله، اختصر الجواب بالقول إنه لا يتابع مثل هذه البرامج، لأنه ببساطة لا يشاهد التلفزيون في هذا الشهر، الذي يقول إنه يخصصه لإنجاز أعماله المؤجلة وقراءة ما لم يستطع قراءته من الكتب من قبل. الروائية المغتربة، فضيلة الفاروق، خالفت القاعدة، وأكدت أن شهيتها كانت كبيرة في متابعة الأعمال الدرامية، وهو ما مكنها من الحكم على بعض الأعمال، التي قالت إن بعضها كان في المستوى وأخرى كانت جد فاشلة، وما كان يجب أن تعرض في هذا الشهر. ومن الأعمال التي حظيت بمتابعتها، المسلسل السوري ”ما وراء الشمس” من بطولة الفنان بسام كوسا، الذي أكدت أنه تميز في دوره، و”قصة حب” مع الفنان جمال سليمان، واعتبرته أجمل مسلسل له في هذا الموسم على الإطلاق، إضافة إلى مسلسل ”أبو خليل القباني” و”أهل الراية” في جزئه الثاني،”الخبز الحرام ” وكلاهما من بطولة الفنان عباس النوري. كما كشفت الكاتبة أن الأعمال المصرية سجلت إخفاقا كبيرا هذه السنة، ماعدا مسلسل ”حكايات بعشها” للفنانة ليلى علوي الذي نال إعجابها لتميزه في الطرح. وبالعودة إلى الأعمال الوطنية، فقد أكدت الفاروق أن أحسن برنامج أعجبها هو ”الكاميرا الخفية” الذي اعتبرته أقوى الأعمال الوطنية على الإطلاق، بالنظر إلى التحفظ الذي أبدته على مسلسل ”مصطفى بن بولعيد”، الذي اتهمت القائمين عليه بتحريف كثير من الأحداث.