كان التهديد في السابق يصلنا من الجزائر، وبعد 15 سنة توسعت دائرته أعلن أمس مسؤول الدائرة المركزية للاستخبارات الداخلية الفرنسية، بيرنار سكوارسيني، أنه “يتوقع حدوث اعتداءات على الأراضي الفرنسية”، حيث قال في مقابلة نشرت أول أمس السبت في جريدة “ورقة الأحد”، إن “هناك أسبابا موضوعية للقلق، والتهديد لم يكن أكبر من أي وقت مضى حيث كل المؤشرات هي في النقطة الحمراء”، مؤكدا “نحن الآن على نفس المستوى من التهديدات في عام 1995. وقد كانت فرنسا في تلك السنة هدفا لسلسلة من هجمات نسبت إلى الجماعة الإسلامية المسلحة “الجيا” بالجزائر، حيث وقع انفجار في نفق الميترو يوم 25 جويلية 1995، وكان الانفجار استهدف محطة سان ميشال نوتردام، في قلب باريس، وتسبب في مقتل ثمانية أشخاص وجرح العشرات. كما انفجرت قنابل أخرى لم تتسبب في حدوث قتلى وإنما أصابت العديد من الجرحى، لكن بعد مرور سنة عادت القنابل، حيث تسبب انفجار وقع بتاريخ 3 ديسمبر 1996 في مقتل أربعة أشخاص في ميناء روايال في نفق ثان للمترو، وهو آخر اعتداء للجماعات المسلحة فوق الأراضي الفرنسية. وقال مسؤول الدائرة المركزية للاستخبارات الداخلية الفرنسية “في السابق كان التهديد يصلنا من شرق الجزائر العاصمة، وبعد 15 سنة توسع وامتد التهديد”، ثم واصل بيرنار سكوارسيني تحليله للوضع قائلا “إن فرنسا حاليا مهددة من ثلاثة أطراف، ففي المركز الأول الفرنسي الذي يتحول إلى فرنسي متطرف ويفكر في تنفيذ عملية له وحده وفي المقام الثاني تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، الذي أرسل فريقا لارتكاب عملية أو عدد من الهجمات فوق التراب الفرنسي”، ويأتي في المركز الثالث “الجهاديون الذين هم من جنسية فرنسية قرروا السفر للجهاد في أفغانستان أو اليمن وربما يتنقلون غدا إلى الصومال، والذين سوف يعودون إلى فرنسا حتما بطريقة غير شرعية لمواصلة قتالهم على الأراضي الفرنسية”. ويقول هذا المسؤول الأمني إنه يتواجد حاليا على التراب الفرنسي عشرة فرنسيين كانوا إلى جانب المقاتلين في أفغانستان، وأشار إلى أن “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي لم يستهدف الفرنسيين إلا في منطقة الساحل وهم يقولون حاليا بما هو أسهل عليهم وهو الهجوم على سفارتنا واغتيال السياح في موريتانيا واختطاف الرعايا في مالي والنيجر”، ثم يواصل حديثه قائلا “لكن من المتوقع أن يكون لديها هجمات على أراضينا”. واعترف بيرنار سكوارسيني أنه “يتم سنويا إفشال عمليتين إرهابيتين على الأقل، لكن في يوم من الأيام سوف نتعرض لهجوم وسنفشل حتما في إحباط إحدى الهجمات أو العمليات الإرهابية”.