دخلت أجهزة المخابرات الفرنسية سواء الداخلية ''مديرية مراقبة الإقليم الدي اس تي'' و الاستخبارات الخارجية الفرنسية ''الدي جي أس أو'' دخلت في سباق مع الزمن بعد التهديدات التي أطلقها ما يسمى بتنظيم قاعدة المغرب أمس الأول بالانتقام لمقتل عناصره بعد العملية التي قادها عناصر ''كوموندو فرنسيين'' مع الجيش الموريتاني قرب الحدود الشمالية المالية والتي جاءت من أجل إنقاذ حياة الرهينة الفرنسي ميشال جيرمانو، حيث توعد قائد التنظيم الإرهابي باريس بقوله إن «أبواب جهنم» قد فتحت على فرنسا ردا على مقتل 6 من أفراد منظمته في العملية الفرنسية - الموريتانية المشتركة يوم 22 من شهر جويلية الفارط. فقد أشارت مصادر فرنسية إلى أن باريس أطلقت سفارات الإنذار بين أجهزتها منذ مدة بعد تخطيطها للانقضاض وتوجيه ضربة لتنظيم القاعدة في الصحراء ودول الساحل الذي هدد كيان الدول الفرنسية، مشيرة إلى أن فرنسا تحتمل أن يكون رد التنظيم في داخل الأراضي الفرنسية أو توجيهه لعمليات استعراضية في أي من دول أفريقيا ردا على الضربة التي تلقاها من طرف القوات الخاصة الفرنسية التي قادت العملية الأخيرة مع وحدات الجيش الموريتاني. وذكرت بعض التقارير أن قادة الاستخبارات والأمن والدرك والشرطة الفرنسية قد نظموا عدة لقاءات بين قيادتها لتدارس المخاطر التي تحدق بفرنسا في الآونة الأخيرة، حيث أعطيت الأوامر بتشديد الرقابة على الموانئ والمطارات والساحات العمومية الشهيرة في فرنسا التي تعد الوجهة السياحية رقم واحد في العالم. وفي ذات السياق، رجحت مصادر أخرى أن يغتنم التنظيم درجة الاحتقان الجارية في فرنسا هذه الأيام حول ملفات عالقة بين الحكومة والعديد من الجهات الإسلامية حول ملفات منع النقاب الذي أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أنه غير مرحب به في فرنسا، إضافة إلى عودة مؤشرات الغضب في الضواحي الفرنسية، رجحت هذه المصادر لأن تكون هذه المؤشرات عاملا لاستقطاب أعضاء جدد في شبكة التنظيم يريدون الولوج إلى داخل الأراضي الفرنسية من أجل القيام بعمليات استعراضية يكون لها الأثر والانعكاس الدولي وهو الأمر الذي سيعزز فكرة دخول القوات الفرنسية إلى المنطقة أكثر فأكثر. وكانت يومية الشرق الأوسط اللندنية قد أوردت على لسان خبراء في محاربة الإرهاب في باريس'' أن المسالك المفتوحة أمام فرنسا لمقارعة ما يعرف بقاعدة المغرب يمكن أن تكون بصور مختلفة''. فحسب اريك دوماستيه، مدير المركز الفرنسي للبحوث الاستخبارية، فإنه من المستبعد أن تلجأ الأجهزة الفرنسية إلى عمليات الاغتيال التي قد تستهدف قادة قاعدة المغرب باعتبار أن التقليد الاستخباراتي الفرنسي لا يركز على هذا النوع من العمليات. لكنه في المقابل أكد أنه باستطاعة فرنسا أن تتوسع في اللجوء إلى عمليات الكوماندوز مثلما حصل في ال22 من جويلية الفارط شمال مالي بمشاركة وحدات موريتانية''. وكان نائب مدير الاستخبارات الفرنسية السابق لوك كابريوري، قد أكد في حديث صحفي له ''أن وحدات النخبة الفرنسية «موجودة منذ زمن» في موريتانيا ويمكن تقويتها، ومفيدا أن هناك من يطرح إمكانية إنشاء «قوة رد سريع» من دول المنطقة بمشاركة فرنسية لمحاربة أفراد قاعدة المغرب الذين يتنقلون في منطقة الساحل والذين يقدر المسؤول الفرنسي الاستخباراتي السابق عددهم ب220 إلى 300 رجل''. جدير ذكره أن فرنسا قد شهدت استنفارا مماثلا لهذا بعد التفجيرات التي شهدتها العاصمة باريس في العام .1995