تختص عدد من المحلات بوهران بمناسبة عيد الفطر المبارك في صناعة “حلويات لايت” لفائدة مرضى داء السكري وحلويات متنوعة أخرى موجهة لمن يعانون من الكولسترول، غير أن عدد من الأطباء يبدون تحفظاتهم حول جدوى مثل هذا التخصص. وبينما تنهمك ربّات البيوت ومختلف محلات الحلويات بعاصمة الغرب الجزائري في إعداد أنواع عديدة من الحلويات التقليدية اهتدى البعض من المهنيين المختصين في صناعة حلويات العيد الى إعداد أنواع كثيرة منها تمكّن مرضى داء السكري والكولسترول من تناولها دون مخاوف صحية. وبالرغم من العدد الضئيل لمثل هذه المحلات بوهران، فإن خبر تواجدها ما فتئ ينتشر في المدة الأخيرة، خاصة في أوساط المصابين بالسكري، الذين كانوا يكتفون خلال الأعياد والمناسبات بتذوق القليل من الحلوى أو رؤيتها تتحف الأطباق والطاولات دون لمسها مخافة التعرض لتبعات سلبية على الصحة. ويعد توفيق، صاحب محل لصناعة وبيع الحلويات بوسط مدينة وهران، من الأوائل الذين ولجوا هذا المجال لفائدة المرضى، ليذكر بأن صناعته “لحلويات لايت” جاءت استجابة لرغبة زبائنه المرضى أنفسهم الذين اعتادوا اقتناء الحلويات من محله لأطفالهم وذويهم دون أن يتناولوا شيئا منها. وأضاف توفيق، في تصريح ل “واج”، أنه شرع في استعمال “السكر الصحي” المناسب لمرضى داء السكري قائلا “لقد سعيت لأخذ عينات من الحلوى التي أعدّها لهذه الفئة للمخبر من أجل إجراء التحاليل التي تؤكد تطابق نوعيتها واحتياجات المرضى“. واعترف أن الولوج في هذا المجال “وإن يعتبر عمل إنساني، فإنه وبالمقابل يذر الكثير من الأرباح نظرا للشريحة الكبيرة لمرضى داء السكري في المجتمع”. ويرى الحاج ميلود، الذي اختص مؤخرا في إعداد الحلويات التقليدية لفائدة مرضى الكولسترول، أن “هذا الأمر لا يعدو كونه اجتهادا شخصيا”، وذكر أنه يشتغل في هذه المهنة منذ فترة طويلة، حيث يعد حلويات عيد الفطر لعائلته التي تتناول ما تجيده أنامله ما عدا زوجته التي أصيبت خلال السنوات القليلة الماضية بمرض الكولسترول. وأضاف نفس المتحدث “شرعت في إعداد هذه الحلويات التي تحتفظ بنسبة قليلة جدا من المواد الدسمة وقد اعتمدت على نصائح مختصين في ميدان التغذية ووصلت بعد كل ذلك إلى التمكن من الحصول على المقادير الخاصة بصناعة حلويات منزوعة من معظم المواد الدسمة وباستعمال أيضا زبدة مناسبة لذلك”. وحسب الدكتورة فتيحة محمدي، طبيبة مختصة في أمراض السكري بوهران، فإن “تناول مرضى داء السكري لمنتوجات يطلق عليها “لايت” كالحلويات مثلا “قد تعرضهم لمخاطر صحية في حال عدم التأكد من مطابقة مادة السكرين المستعملة في إعداد هذه المواد والمتطلبات الغذائية للمصابين بمثل هذا الداء”. وأضافت أنه أجريت مؤخرا بالجزائر أبحاث علمية حول غذاء مرضى داء السكري “حيث أفضت هذه الأبحاث إلى تواجد مادة السكرين غير مطابقة لمقاييس النظام الغذائي الخاص بهذه الفئة من المرضى”.