أعادت الصحافة الفرنسية مجددا قضية مقتل رهبان تيبحيرين سنة 1997 من طرف الجماعة الإسلامية المسلحة، إلى الواجهة، إذ وصفت الإذاعة الأوروبية “أوروب 1” الحادث بالغموض المتواصل وإن اعترفت بأن “الجيا” كانت وراء العملية، حسب حوار أجرته الإذاعة مع مخرج فيلم “الآلهة والرجال “ الذي تناول الواقعة، ومن المنتظر أن يعرض في قاعات السينما قريبا. جددت الإذاعة الفرنسية “أوروب 1” قضية مقتل رهبان تيبحيرين سنة 1997 السبعة، بمناسبة إخراج فيلم بعنوان “الرجال والواقعة”، الذي يتناول القصة بعد قرابة 14 سنة من الحادثة، التي فرنسا أعادت إحياءها بكثير من الشبهات عن طريق ملحقها العسكري السابق بالجزائر، بوشوالتر، الذي وجه اتهامات للمؤسسة العسكرية الجزائرية في القضية، بناء على مقاربة عسكرية وحسب، خاصة وأن الكل، في باريس يعلمون بخوض الإيليزيه لمفاوضات مع الجيا للإفراج عن الرهبان، بطريقة مباشرة وبعيدا عن أي تواصل مع الجزائر، وعن هذا الغموض أكد فابيان، مخرج الفيلم في نص الحوار، “أن الجماعة الإسلامية المسلحة المعروفة باسم “الجيا” هي التي كانت وراء الحادثة”. واستدل المخرج على ذلك بسياسة الجماعة الإسلامية التي أعلنت حربا على كل المصالح الأجنبية بالجزائر وفق بيان أصدرته في 01 ديسمبر 1993، كما أبرز نفس المتحدث أن الاعتداء على المصالح الفرنسية لم يكن السابقة الوحيدة المرتكبة من قبل الجماعات المسلحة ضد الأهداف الأجنبية والفرنسية بالجزائر بل سبقتها أخرى، واستدل ذات المتحدث بما وصل إليه مارك تريفيديك، القاضي المكلف بالشؤون الإرهابية، بناء على شهادات حية أكدت هي الأخرى ضلوع الجيا في مقتل رهبان فرنسا بولاية المدية، التي كانت عبارة عن منطقة جبلية تعيش تحت إمرتها. وموازة مع ذلك، أفاد أمس تيسيي هنري، العميد الأسبق لأساقفة الكنيسة الكاثوليكية بالجزائر، في تصريح نقلته جريدة “لوموند” الفرنسية، بحسن العلاقة التي كانت تجمع الرهبان السبعة الذين اغتالتهم الجيا في منطقة تيبحيرين بالمدية بالمؤسسات الرسمية الجزائرية، بل وحتى الأوساط والشخصيات الدينية، التي عرفت باعتدالها إبان الأزمة الأمنية بالجزائر، وذهب إالى أبعد من ذلك حين أكد أن رهبان تيبحيرين كانوا على علاقة طيبة مع الأوساط الشعبية أيضا، وهي تصريحات توحي مرة أخرى بأن الجيش الجزائري ليس له أي ضلع في المجزرة، كما تحاول الترويج له بعض المصالح الفرنسية ووفق أغراض مشبوهة.