يبدو أن ملف اغتيال سبعة رهبان فرنسيين في تيبحيرين لن يغلق حاليا ولا على المدى القصير، حيث يحضر المخرج الفرنسي، كزافييه بوفوا، لإنتاج فيلم طويل حول القضية بعنوان '' رجال و آلهة ''، في وقت أعادت فيه السلطات الفرنسية فتح الملف من أجل البحث ''عن حقيقة'' ما حدث للرهبان السبعة، ورفعت السرية عن كل الوثائق المتعلقة بالقضية، في محاولة للنبش في الماضي وصياغة رواية جديدة ''تورط'' السلطات الأمنية الجزائرية، رغم اعتراف المسؤولين الفرنسيين بأن ''الجيا'' هي التي اغتالت الرهبان، وهو ما أكده أميرها حينئذ، جمال زيتوني، كما أن البحث في طبيعة الاغتيال يوصل إلى نفس النتيجة• ونقلت أمس صحيفة ''لوباريزيان'' الفرنسية أن المخرج فضل تصوير أحداث الفيلم في مكناس المغربية ''لدواع أمنية''، وهذا طبعا قبل أن تتضح معالم الرؤية الفرنسية حول طبيعة اغتيال الرهبان، بما أن القضاء الفرنسي مازال يحقق في الأمر، مشككا في تصريحات رسمية لمسؤولين فرنسيين كبار أكدت أن ''الجيا'' هو من اقترف هذه الجريمة، وأن الاستخبارات الفرنسية فاوضت قيادة ''الجيا'' دون علم الطرف الجزائري وفشلت في التوصل إلى اتفاق للإفراج عن الرهائن، وانتهى الأمر باغتيال كرد فعل، في حين فاجأت تصريحات ''متأخرة'' للملحق العسكري الفرنسي بالسفارة الفرنسية في الجزائر بادعائها أن مقتل الرهبان كان عن طريق خطإ ارتكبه الجيش الجزائري في قصف عسكري لمواقع الإرهابيين بجبال المدية، رغم أن الرواية مشبوهة ومطعون فيها، حيث أن القصف الجوي لا يمكنه التمييز بين رؤوس وجثث الرهبان، وبشكل دقيق• واعترف المخرج، البالغ من العمر 42 عاما، بأن ملف رهبان تيبحرين قوي وحساس، وقال إنه ''تأثر عند اطلاعه على حكاية الرهبان الذين كانوا محبوبين في المنطقة، حيث كانوا يدرسون عددا من التلاميذ الجزائريين''، وأضاف المخرج أن ''الرهبان السبعة كانت تربطهم علاقات جيدة مع الآخرين، خاصة مع المسلمين''• وكانت السلطات القضائية في فرنسا والسياسية، ممثلة في رئيس الجمهورية، نيكولا ساركوزي، قد قررت إعادة فتح ملف الرهبان إلى الواجهة والتدقيق في كل الوثائق المتعلقة به بعد خروج جنرال فرنسي متقاعد عن صمت دام 13 سنة وحديثه عن تورط الجيش الجزائري في مقتل الرهبان، وهو ما تسبب في جمود العلاقات الجزائرية - الفرنسية التي كانت فاترة تنتظر إعادة البعث بزيارة مبرمجة لرئيس الجمهورية، عبد العزيز بوتفليقة، إلى باريس هذه السنة•