كشفت مصادر إعلامية موريتانية عن عدد الموريتانيين الذين قتلوا في عمليات مختلفة بعد انضمامهم إلى تنظيم الجماعة السلفية للدعوة والقتال وبعده تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، والبالغ 21، وقليل منهم فقط من تمكنت عائلاتهم من تسلم جثامينهم ودفنهم في مقابر معلومة. وقد قتل الإرهابيون الموريتانيون في عمليات عسكرية أو انتحارية أغلبها في الجزائر وموريتانيا نقلت وكالة نواكشوط للأنباء، الموريتانية، في ملفها حول القتلى الموريتانيين في صفوف القاعدة، أو ما عنونته ب”الطريق إلى مقابر صحراء الإسلام”، فإن أغلب هؤلاء شباب في العقد الثالث أو الرابع، وقتلوا في عمليات عسكرية أو انتحارية نفذوها في دول مجاورة منها الجزائر، تونس، مالي والنيجر، وقدر عددهم بثمانية إرهابيين، على غرار ما حدث ل”لمام ولد أحا” المدعو “عمير أبو أسماء”، والذي قتل في الجزائر سنة 2007، عندما كان ينشط في صفوف الجماعة السلفية للدعوة والقتال، بالإضافة إلى “أسلم ولد عبد الله ولد عبيد” المكنى “حمزة أبو البتول”، والذي التحق بالتنظيم عام 2004، وقتل بمنطقة بوعقبة خلال اشتباك مسلح مع قوات الجيش الوطني الشعبي. وذكر ذات المصدر “أبو زينب الموريتاني”، واسمه الحقيقي “سيدنا ولد ختاري”، الذي التحق بالجماعة السلفية للدعوة والقتال قبل خمس سنوات رفقة “أحمد ولد الراضي” و”إدريس ولد محمد الأمين”، وقد نفذ عملية انتحارية في البويرة سنة 2008، وهلك 12 شخصا خلالها. أما “يحيى ولد محفوظ” المكنى ب”أبو أيمن الشرقي” قتل في اشتباك مسلح مع عناصر الجيش الوطني الشعبي في ورڤلة عام 2008، وقضي أثناء ذات الاشتباك على كل من سلمان الجزائري والنعمان الصحراوي وكذا داد الله التونسي. كما قتل الإرهابي الموريتاني “الشيخ ولد أمين ولد محمد ولد أحمد” على يد قوات الجيش في ماي 2008، كما أدرجت الصحيفة “أحمد فال” المكنى ب”عبد الرزاق أبو ضمام “، الذي قتل عقب مشاركته في نقل شحنة من الأسلحة من الصحراء الكبرى إلى الجزائر بداية السنة الجارية، فيما قتل المسمى “أسامة”، وهو من أوائل الملتحقين بالتنظيم الإرهابي بالجزائر في انفجار لغم السنة الماضية. وتشير الإحصائيات ذاتها إلى مدى تضرر الجزائر من تسلل الأجانب الذين يدعمون صفوف التنظيمات الإرهابية، ويصعبون من إمكانية القضاء عليهم بشكل نهائي، فيما يبقى العدد الحقيقي للملتحقين بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي أو الجماعة السلفية للدعوة والقتال في الأصل، مجهولا. وتؤكد هذه المعطيات ضرورة التوجه أكثر إلى التنسيق وتبادل المعلومات من أجل إضعاف هذه الجماعات، حيث يعد عدد الموريتانيين الذين قتلوا في الجزائر، وهم ينشطون في صفوف الجماعة السلفية، الأكبر مقارنة بالدول الأخرى، وهو مساو لعدد القتلى في البلد الأصلي، فيما قتل في تونس واحد واثنين في مالي ومثلهما في النيجر، ما يعني أن الجزائر متضررة أكثر من غيرها من تسلل الإرهابيين الأجانب. وفي السياق ذاته، قال محمد سالم ولد هيبة، وهو عسكري موريتاني في مقابلة مع وكالة الأخبار “الموريتانية، “إن قادة هذا التنظيم باتوا يستهدفون الشباب في موريتانيا وفي الأحياء الفقيرة، وحتى في بعض القرى والأرياف التي يعاني سكانها من الفقر المدقع، ليغرروا بهم ويشحنوهم بأفكار جهنمية قصد تجنيدهم وتفجيرهم في الجزائر وفي موريتانيا”.