ذكرت أمس مصادر أمنية بنواكشوط أن السلطات الموريتانية فتحت ملف المواطنين الغائبين عن أهاليهم منذ زمن بعيد، وتشن عمليات بحث واسعة في مختلف مناطق البلاد، وتترقب من بعيد قدومهم لأقاربهم في محاولة لجمع أكبر عدد من المعلومات التي تخص غيابهم وأماكن تواجدهم خلال فترة غيابهم، وذلك منذ العملية الانتحارية الأخيرة التي نفذها إرهابي موريتاني ينتمي إلى تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي• وذكرت ذات المصادر أن نواكشوط تتخوف من أن يكون هؤلاء المختفين، الذين لا يعرف أهلهم عنهم شيئا ويقطنون في الأحياء الفقيرة، قد التحقوا بتنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي بعد مرورهم على معسكرات تدريب الإرهابيين والانتحاريين في منطقة صحراوية تقع بدول الساحل أو الجزائر، خاصة مع كشف الخبراء الأمنيين عن الآليات الدعائية السرية التي تملكها الجماعة السلفية للدعوة والقتال، وتستعمل في عمليات التجنيد وزرع الشبكات النائمة والمجهرية، وجماعات الإسناد والمؤونة والاستعلام، لتنفيذ عمليات إرهابية على التراب الموريتاني بأيادي موريتانية، خاصة بعد بيان الإرهابي دروكدال الموجه إلى الرئيس المنتخب والسلطات الأمنية في المنطقة• وعبرت المصادر الأمنية الموريتانية عن حرصها الشديد على معرفة عدد المختفين وأماكن تواجدهم ضمن الاستراتيجية التي اتخذتها سلطات نواكشوط لمحاربة تنظيم القاعدة في المغرب الإسلامي، ومحاولة إفشال العمليات التي توعدت الجماعة السلفية بتنفيذها في الأيام المقبلة، بعد أن أصبحت تستغل الفقر واليأس لإعلان الحرب على النظام وتجنيد انتحاريين ''لرد الاعتبار والفوز بالجنة وحور العين الموعودة''، خاصة بعد أن تم تحديد هوية الانتحاري الذي نفذ العملية الانتحارية ضد السفارة الفرنسية بنواكشوط، والمنحدر من الحي القصديري بنواكشوط، وغيابه منذ مدة عن منزل أهله•