عادت ظاهرة المشادات العنيفة باستعمال الأسلحة البيضاء من سيوف وخناجر وهراوات مجددا في أحياء ولاية عنابة، حيث أسفرت مواجهات اندلعت ليلة أول أمس بين أبناء حيين بنهج الفخارين غرب عنابة، عن تسجيل عشرة ضحايا أصيبوا بجروح متفاوتة الخطورة جراء تعرضهم للطعن بالخناجر والسيوف، لتعتقل مصالح الأمن إثرها قرابة 15 متورطا في هذه المشادات العنيفة المشاجرة التي تدعمت بمناصرين لكلا المجموعتين المتخاصمتين بدأت إثر نشوب سوء تفاهم بين مالك مبنى في هذا النهج وأحد المستأجرين لديه، حول السماح بتوقف السيارات أمام المبنى المحاذي لسكنات فوضوية، ليتطور الخلاف بين شخصين إلى معركة عنيفة بين مؤيدي المستأجر وسكان الأحياء الفوضوية، الذين رفضوا تخصيص مساحة لتوقف السيارات أمام مساكنهم، حيث تدخل نحو 22 شخصا مدججين بالقضبان الحديدية والأسلحة البيضاء ليشتبكوا مع سكان البنايات الفوضوية الذين تسلحوا بدورهم بكل وسيلة يمكنها إحداث خسائر بشرية ومادية، لتندلع معركة حامية الوطيس بين الفريقين بدأت رحاها الدوران على الساعة العاشرة ليلا وانتهت في حدود منتصف الليل، مخلفة إصابة أزيد من 10 أفراد بجروح خطيرة وتحطم 14 سيارة، إضافة إلى تخريب أربعة محلات تجارية، ولولا تدخل عناصر أمن سيدي عاشور لكانت الخسائر أكثر بكثير. ومكنت عملية اعتقال 15 مشاغبا كان بعضهم يحملون السيوف والبعض الآخر هراوات وقضبان حديدية من إطفاء نيران المعركة، حيث بمجرد انتشار عناصر الشرطة وقيامهم بضبط بعض الأفراد تم إخلاء المنطقة. وسيعرض الموقوفون على التحقيق للتعرف على ملابسات الحادث الذي يعد الثاني من نوعه في ظرف أقل من أربعة أيام، إذ سبق وأن كانت المدينة القديمة أو ما يصطلح على تسميتها ب”بلاص دارم” مسرحا لمشادات استعملت فيها القنابل المسيلة للدموع والسكاكين والسيوف والهراوات بين مجموعتين من الأشخاص استدعت تدخل قوات الشرطة الذين أصيب تسعة منهم بجروح متفاوتة الخطورة، واعتقل خلالها أكثر من 10 مشاغبين بعد وصول فرقة أخرى من عناصر الشرطة، تمكنت من إنهاء المعركة الدامية. الجدير بالذكر أنه وتبعا لتسلسل وتتابع المواجهات العنيفة يكون أكثر من 30 شخصا قيد التحقيق حول أسباب هذه المعارك، وأسباب انتشار مجموعات مدججة بالأسلحة البيضاء تمارس الضرب والجرح في حق مواطنين وكأنها تتقاضى أجرا على ذلك، ما يستدعي حقا التدخل السريع لوضع حد لمثل هذه الظواهر المهددة بالعودة إلى حالة اللاأمن التي عانت منها عنابة لسنوات.