يعقد الناخب الوطني الجديد عبد الحق بن شيخة ندوة صحفية، صبيحة اليوم بداية من العاشرة والنصف بمركز الصحافة لمركب محمد بوضياف، ليكشف على الأقل عن جزء من أهدافه وطموحاته بعد تحقيق حلمه في تدريب المنتخب الجزائري الأول. ولو أن عامل ضيق الوقت لن يسمح له بكل تأكيد إقامة تغيرات كبيرة قبل الخرجة القادمة إلى إفريقيا الوسطى... مسؤولية ثقيلة لكن... حقق بن شيخة شبه إجماع بعد تعيينه مدربا للمنتخب الوطني، فالأغلبية استحسنت هذا القرار وأثنت على بن شيخة الذي ازدادت مسؤوليته ثقلا وهو مطالب بالبرهنة على أنه مدرب من سلالة الكبار. المحليون يتنفسون الصعداء أول المهللين لتعيين مدرب منتخب المحليين مدربا للمنتخب الأول هم اللاعبون المحليون الذين عانوا في عهد سعدان من النظر إليهم بالعين الضريرة وتفضيل المحترفين عليهم. ويعتقد هؤلاء أن منح العارضة الفنية للمدرب بن شيخة سيفتح الأبواب مجددا أمام نجوم بطولتنا التي تستعد هي الأخرى لولوج الاحتراف. المحترفون في خطر على النقيض من ذلك، فبعد المحترفين الذين نسمع عنهم ولا نراهم يلعبون مع المنتخب صدمهم هذا القرار، لكونه قد يكون سببا لإبعادهم وكانوا ينتظرون من رئيس الفاف راوراوة تعيين مدرب أجنبيا ليواصل النظر إلى نفس الوجهة التي يرثها عن سعدان، لكن كل حساباتهم سقطت في الماء. نذير بلحاج على صفيح ساخن لا يخفى على أحد أن المدرب الجديد للخضر قد أعرب في أكثر من مناسبة عن انزعاجه من طريقة لعب الظهير الأيسر نذير بلحاج، الذي أقل ما قال عن فتحاته واندفاعه نحو الهجوم وسيطرته على الكرات الثابتة أنها سلبية وغير مجدية، واليوم سيجد بن شيخة نفسه بإيقاف الدلال الذي كان يتمتع به اللاعب المذكور مع مدربه السابق. فهل سيتمكن من الوصول إلى ذلك خاصة مع توفر بديل جاهز يتمثل في اللاعب مصباح. كيف يتصرف مع غزال ؟ إذا كان بن شيخة في مداخلاته السابقة قد انتقد بلحاج، فقد وصل به الأمر للتأكيد على أن الأمر لو كان بيده لما اعتمد على لاعب مثل غزال. وهنا مصير لاعب باري الإيطالي محل تساؤل، فبعد أن كان هو الآخر مدللا جدا من طرف سعدان الذي كان يقحمه رغم الانتقادات اللاذعة التي كان يتعرض لها، فكيف سيكون وضعه مع بن شيخة...؟ ما مصير جلول ؟ الاستفهامات لا تطرح فقط على مصير اللاعبين ولكن أيضا على أعضاء العارضة الفنية، حيث تشير كل المعطيات إلى أن خرجة إفريقيا الوسطى مطلع الشهر القادم ستكون الأخيرة للمدرب المساعد جلول ومن معه، لكون بن شيخة من حقه تعيين الأعضاء الذين يرتاح للعمل معهم، لكن الاستفهام الأكبر هو هل سيبقي راوراوة على بن شيخة مدربا رئيسيا فعلا أم أنه سيختبره في إفريقيا الوسطى ثم يقرر...؟ التركيز على مواجهة بانغي وبعيدا عن الأشخاص فإن بن شيخة سيدخل مباشرة للتركيز على المواجهة القادمة في بانغي ضد إفريقيا الوسطى المنتشية بتعادلها في المغرب. وما يزيد من ثقل مسؤوليته أنه سيكون مطالبا بالعودة بالزاد كاملا لكون أي نتيجة غير الفوز ستعد سلبية وتقلص من حظوظ الخضر لتحقيق هدف التأهل إلى نهائيات كأس إفريقيا الغابون وغينيا 2012. مواجهتا المغرب ستكشفان قدراته الحقيقية إذا كان بن شيخة سيضطر للعمل بالإمكانيات الحالية للمنتخب قبيل أقل من شهر عن مواجهة الجولة الثانية ضد إفريقيا الوسطى، فإن بدايته الحقيقية ستكون في نهاية شهر مارس القادم في الداربي المغاربي ضد أسود الأطلس بالجزائر، ووقتها فقط يمكن تقييم عمله وقياس درجة جاهزيته للإشراف على المنتخب الأول. بن شيخة مطالب بأن يكون ”جنرالا” حقيقيا يأمل كل عشاق الخضر أن يوفق بن شيخة في وضع قاطرة الخضر فوق السكة الصحيحة. وأهم نقطة لتحقيق ذلك كان قد كشفها المدافع الأنيق فضيل مغارية في حواره مع جريدتنا أمس، حيث أكد أن الإمكانيات البشرية موجودة لكن الانضباط كان غائبا عن الفريق. وبن شيخة مطالب بأن يكون جنرالا لفرض الصرامة التي هي أساس كل عمل. وقديما قيل ”الشبح يجيب الربح” والتجارب السابقة كشفت لنا أن بعض اللاعبين أقاموا تكتلات رهيبة وكانوا يعيثون فسادا دون أن يوقفهم أحد. فهل سيتمكن بن شيخة من وضع حد للمتمردين...؟