طالبت نقابة مركب أرسيلور ميتال بعنابة، أمس، رسميا من مفتشية العمل التدخل لإجبار الإدارة الفرنسية على العودة إلى طاولة المفاوضات بشأن القضايا العالقة والمتعلقة بزيادة أجور العمال وفق ما أقرته الثلاثية في آخر اجتماع لها، علما أن الإدارة الفرنسية كانت قد رفضت تطبيق ما أقره اجتماع الثلاثية، غير أنها تراجعت ووعدت الشريك الاجتماعي بمراجعة سلم زيادة أجور العمال شهر سبتمبر الجاري. إلا أن الصراع النقابي بين قوادرية وأعضاء لجنة المشاركة حال دون مباشرة المفاوضات من جديد، ليعلن قوادرية أن المستجدات التي شهدها الحجار كانت سببا في إثارة مشكلة في التمثيل النقابي، ما دعا إلى تعليق المفاوضات. وأمام عدم تسوية الخلاف النقابي بين الأمين العام للنقابة ولجنة المشاركة رغم وعود المركزية النقابية بذلك، إضافة إلى استمرار احتدام الوضع بين صفوف النقابيين في مركب أرسيلور ميتال، لم يجد قوادرية سوى اللجوء إلى مفتشية العمل تأكيدا منه على تمثيله النقابي لعمال المركب من جهة، وعودته للنشاط النقابي من جهة أخرى لضرب كل محاولات زحزحته من منصب الأمانة العامة للنقابة نتيجة إصرار بعض النقابيين على ضرورة حل المجلس النقابي وتنحية إسماعيل قوادرية من على رأس النقابة. هذه المستجدات كانت قد ظهرت في أعقاب ثاني إضراب طالبت نقابة المركب العمال بشنه شهر جوان المنصرم، حيث برزت نداءات إقالة قوادرية، لتتبعها مباشرة أحداث عنف إثر اندلاع مواجهات دامية بين مؤيدي ومعارضي ذهابه الذي اعتبر هذا السيناريو من فبركة الأمين العام للنقابة السابق عيسى منادي، الذي اتهمه بمحاولة كسر شوكة النقابة المغروزة في ظهر الإدارة الفرنسية التي بدورها تريد التخلص منها في أقرب وقت ممكن، لتشتعل نيران الفتنة في البيت النقابي الذي لم يعرف الهدوء بعد، خاصة وأن قوادرية سلك طريقا آخر في اتجاه مواجهة الإدارة الفرنسية واسترجاع مكانته النقابية لدى 6500 عامل بمركب الحجار الذي لازال يعاني من معضلات أخرى قد تغلق أبواب العديد من ورشاته.