عاد رسميا إسماعيل قوادرية، أول أمس، لشغل منصب الأمانة العامة لنقابة مركب أرسيلور ميتال، بعد تلقيه لائحة وقعها 5500 عامل بالمركب يطالبونه من خلالها بالعودة للنشاط النقابي، وتولي ملف المطالبة بزيادة الأجر القاعدي الذي أقرته الثلاثية، والذي أصرت الإدارة الفرنسية للمركب على رفضه متذرعة بحصولها على أجندة عمل حول زيادة أجور العمال خاصة بها، كما أنها تلتزم باتفاقية 2009 التي أمضتها مع الشريك الاجتماعي ولا تعنيها أي اتفاقيات خارج هذا الإطار. عودة قوادرية على رأس النقابة جاءت بعد استقالته إثر تجاوز المركزية النقابية له في إصدارها أمرا لعمال المركب والنقابة على حد سواء بوقف إضراب جوان، كما أن هذه العودة جاءت استعدادا لاستقبال رئيس هولدينغ المواد الكربونية الإسباني، أنورو خوسي أنريكي، الذي سيتنقل غدا إلى المركب للوقوف على آخر مستجداته في محاولة لرأب الشرخ بين الإدارة الفرنسية والشريك الاجتماعي، إلى جانب توضيح معالم الشراكة مع السلطات العمومية، تفاديا للوقوع في مثل هذه المعضلات التي تكون إلى اليوم قد كلفت مركب الحجار خسائر تقدر بملايين الدولارات. علما أن قوادرية كان قد صرح ل”الفجر” بأنه لن يترك المجال مفتوحا لمن يريدون ذهابه من المركب، في إشارة ضمنية إلى عودته على رأس الحركة النقابية التي لن ترحب بها الإدارة الفرنسية، حيث تعتبره شخصا مثيرا للشغب والمشاكل في أرسيلور ميتال، الذي يعيش عماله يوميا هاجس التسريح، ويتحسرون على ورشاته التي لم يطرأ عليها أي جديد منذ فتح مجال الشراكة مع الهنود إلى اليوم.