تعيش، هذه الأيام، مختلف بلديات ولاية الوادي غليانا حقيقيا بسبب انعدام السيولة المالية في جميع مكاتب البريد بالولاية، ما أثرت سلبا على الدخول المدرسي بالمنطقة بعدما حرم المئات من السكان من المال لشراء اللوازم المدرسية لأبنائهم الصغار. وتأتي هذه الظاهرة امتدادا للأزمة التي ظهرت عشية عيد الفطر المبارك عندما انعدمت الأموال كذلك في مكاتب البريد بجميع بلديات الوادي أوضح عدد من الموظفين ممن التقتهم “الفجر” في مكاتب بريد الجزائر، أنهم يقصدون يوميا مكاتب البريد بغية سحب أموالهم من أرصدتهم البريدية لكن دون جدوى، حيث يصطدمون بانعدام المال في هذه المركز البريدية التي أضحت فارغة نتيجة الوضع المذكور، وكانت وراء نشوب شجارات يومية بين زبائن بريد الجزائر وموظفيها بسبب احتجاج الزبائن، خاصة أن الكثير منهم في أمسّ الحاجة إليها لشراء لوازم الدخول المدرسي لأبنائهم. وقد دفع الوضع المذكور الكثير من الموظفين إلى الإستدانة لشراء أدوات الدخول المدرسي لأبنائهم المتمدرسين، متحملين بذلك الارتفاع في سعر بعض الأدوات في المكاتب التي تربطهم بأصحابها علاقات خاصة لتفهم الوضع وانتظار عملية تسديد ديونهم. ولعل أبرز ما يميز مكاتب بريد الجزائر، هذه الأيام، الطوابير الطويلة التي تنتظر يوميا انفراج هذه الأزمة، إذ تحج يوميا إلى مكاتب البريد المركزي الذي كان فيه في الأيام الماضية بعض المال الذي يوزع في الصباح الباكر، ويوزع بصيغة أثارت قلق زبائن بريد الجزائر، حيث يمنح 1 مليون سنتيم لكل زبون يريد سحب ماله من رصيده بحجة منح الفرصة لأكبر عدد ممكن من الزبائن لسحب قسط من المال لسد حاجته، وهي الصيغة التي احتج عليها الكثير من زبائن بريد الجزائر، خاصة الذين لديهم عائلات كبيرة وأبناء كثيرون، وهو ما يحتم عليهم تقسيم هذا المليون سنتيم بين الأدوات المدرسية لأبنائهم ومصروف منزلهم. وناشد هؤلاء الجهات الوصية التدخل العاجل لفتح تحقيق بخصوص انعدام السيولة بمكاتب بريد الجزائر، بعدما تحوّلت القضية إلى شبه عادة وظاهرة تتجلى مع كل موسم أو مناسبة، حيث يحرم زبائن بريد الجزائر من أموالهم المودعة في أرصدتهم، خاصة الموظفين في المؤسسات العمومية ممن فرض عليهم التعامل مع بريد الجزائر، لكون الكثير من المؤسسات الإقتصادية أقدمت على تغيير أرصدة عمالها إلى البنك لتفادي هذه الأزمات، وذلك بعد الشكاوى العديدة لعمالها. إدارة بريد الجزائر، في ردها على الإشكال المذكور، أوضحت أن السبب يكمن في نقص السيولة المالية على مستوى البنك المركزي، غير أن السكان لاحظوا، أمس، عشرات المقتصدين وهم محملون بحقائب تحوي ملايين من الأوراق النقدية المتعلقة على وجه الخصوص بمنحة 3000 دج الموجهة للفئات المحرومة والهشة في المؤسسات التربوية، واستغرب هؤلاء من الإحتجاج بعدم وجود السيولة بمكاتب البريد في حين تعطى بشكل عاد جدا للمقتصدين، مطالبين في سياق ذلك الجهات المختصة بفتح تحقيق في الموضوع، لاسيما أن زبائن بريد الجزائر أكدوا ل”الفجر” أن هذه الأزمة ساهمت بشكل كبير في ارتفاع أسعار الأدوات المدرسية في المكتبات والأسواق المحلية بولاية الوادي.