تسعى وزارة الصحة وإصلاح المستشفيات إلى مقايضة المخزون المتوفر من اللقاح المضاد لأنفلونزا “أش 1أن1” المتكون من 4.5 ملايين جرعة بلقاحات للأطفال، حسب ما صرح به وزير القطاع، جمال ولد عباس، الذي رفض رفضا قاطعا أن يتم استبدال هذه اللقاحات بأخرى غير لقاحات الأطفال. رفض جمال ولد عباس، وزير الصحة، استقبال وفد من مخبر “جي أس كا” غلاكسو كلاين سميث، الذي مون الجزائر باللقاح المضاد لأنفلونزا الخنازير، والذي عرض استبدال مخزون 4.5 ملايين جرعة من هذا اللقاح الذي ستنتهي مدة صلاحيته في 31 مارس 2011 باللقاح الخاص بسرطان عنق الرحم، خصوصا بعد قرار الوزارة بإتلاف مخزون 537 ألف جرعة من اللقاح المضاد لفيروس أنفلونزا الخنازير الذي ستنتهي مدة صلاحيته في 31 أكتوبر المقبل. وجاء قرار الوزير نظرا للجدل القائم حول نجاعة اللقاح الخاص بسرطان عنق الرحم، حيث أعرب عن تفضيل السلطات الصحية الجزائرية اللقاحات الخاصة بالأطفال، خاصة وأن نسبة الولادات تشهد زيادة في الجزائر، ما يزيد من الاحتياجات إلى الأدوية الموجهة للأطفال مشيرا إلى أن عدد الولادات، انتقل من 630 ألف ولادة سنويا إلى 840 ألف ما بين 2008 و2010. هذه الوضعية، نتجت عن السياسة التي انتهجتها الجزائر سابقا في عهد تفشي داء أنفلونزا الخنازير، حيث قامت باستيراد كميات كبيرة من هذا اللقاح بهدف مواجهة الداء الذي أخاف العالم في ذلك الوقت، إلا أن لقاح أنفلونزا الخنازير لقي مقاطعة كبيرة من طرف المواطنين وكذلك السلك الطبي بسبب عدم التأكد من نجاعته والتخوف من أعراضه الجانبية وتأثيراته، خصوصا بعد وفاة إحدى الطبيبات في ولاية برج بوعريريج بعد أن تلقت اللقاح. كما عرفت تلك الفترة من العام الماضي، عزوف المواطنين على التلقيح وعدم الإقبال عليه في مقاطعة صريحة لم تفلح حملات التوعية في التأثير عليها، حيث لم تشهد عملية التلقيح إقبالا لدرجة أنه لم يتم استهلاك سوى نسبة 2 بالمائة من الطلبية الأولى التي تم استلامها أواخر شهر ديسمبر الماضي.