هددت أمس أكثر من 50 عائلة تقطن بالقاعة متعددة الرياضات بوسط مدينة عنابة، بالانتحار الجماعي تنديدا بأوضاعها المزرية، والمعاناة التي تتخبط فيها منذ أشهر، بعد أن تم ترحيلهم من طرف السلطات المحلية إلى القاعة لإيوائهم من التشرد والمبيت في العراء. وحسب المحتجين فإن سكناتهم تعرضت للانهيار بسبب هشاشتها خلال الشتاء الماضي، حيث تم التكفل بهم من طرف الجهات المعنية التي وعدت بإعادة إسكان هذه العائلات بالسكنات الاجتماعية التي تم توزيعها في الأيام الماضية على سكان حي بوڤنطاس، وهو الأمر الذي لم يهضمه سكان “بلاص دارم” والذين استعملوا قارورات غاز البوتان للانتحار الجماعي، حيث تدخلت مصالح الأمن لإنقاذ المحتجين الذين تم تحويلهم إلى المستشفى لإسعافهم، خاصة أنه تم تسجيل حالات إغماء وسط النساء والأطفال. تجدر الإشارة إلى أن المصالح الأمنية طوقت المكان تحسبا لأي إنزلاق آخر، لأن أغلب العائلات هددت بالانتحار الجماعي إذا لم تسو وضعيتها، لأن القاعة متعددة الرياضات لا تتوفر على أدنى شروط الحياة، خاصة أمام الانقطاعات المتكررة للكهرباء وانعدام الماء الشروب. كما طرح النزلاء مشكل انتشار الناموس بسبب تراكم القمامات، ناهيك عن إصابة بعض العائلات بأمراض الحساسية والطفح الجلدي والربو.