أحزاب التحالف تعاني من وهن سياسي رهيب.. سببه في المقام الأول الصراعات والانشطارات الحاصلة في قيادات هذه الأحزاب.. وهي صراعات تتمحور أساسا حول عمليات احتلال المواقع القيادية استعدادا للانتخابات التشريعية القادمة! لكن الوهن الأكبر لهذه الأحزاب يعود إلى الوهن الحاصل على مستوى البرلمان الذي تشكل فيه هذه الأحزاب الأغلبية.. ويعود هذا الوهن بدرجة أكبر إلى سكوت الأحزاب والبرلمان عن حالة الفساد العاصف بالبلاد.. بل إن أكبر عمليات الفساد تشير فيها الأصابع إلى مفسدين لهم علاقة ما ببعض هذه الأحزاب سواء تنظيميا أو مصلحيا أو جهويا أو حتى عائليا! ويبدو الأرندي من أقل الأحزاب قلاقل داخلية قياسا بشركائه في التحالف.. الجبهة وحمس.. كما أن وزراءه هم من أقل الوزراء اتهاما بالفساد الذي تشير إليه الأصابع! لهذا فإن الملاحظين يتوقعون حصول تغيرات جذرية في الانتخابات التشريعية القادمة.. أبرز هذه التغيرات هي صعود الأرندي كقوة بديلة لما هو قائم في برلمان السكوت عن الفساد! وقد يساعده أيضا وجود زعيمه على رأس الحكومة وارتباط اسمه بعمليات القنص التي يمارسها نحو ملفات الفساد والمفسدين!؟ لكن شبح العصيان الانتخابي سيكون كبيرا هذه المرة.. وقد يتجاوز ما سمي بالعزوف الانتخابي الذي حصل في الانتخابات الماضية.. بل وقد يكون العصيان الانتخابي هو آخر ما يلوذ به الشعب بعد طوفان الفساد الذي عم البلاد وأصبح سياسة تمارسها بعض أحزاب التحالف على نطاق واسع! قد يكون العصيان الانتخابي هو الحل بالنسبة للشعب في الانتخابات القادمة.. وقد تكون أشياء أخرى لا نعرف لونها ولا شكلها حتى الآن.. ولكن نعرف بالتدقيق أن الأمور ليس على ما يرام وتنذر بما لا تحمد عقباه شعبيا وحزبيا! ولكن قد تتفطن الجبهة وحماس إلى هذا الخطر وتقوم بكنس هذه الأحزاب من الأدران قبل أن تذهب إلى الانتخابات القادمة!