تشهد كل الطرق المؤدية إلى وسط مدينة بجاية، هذه الأيام، اختناقا كبيرا في حركة المرور عند مختلف المحاور الرئيسية، ما أضاف عبئا جديدا إلى سلسلة المشاكل اليومية التي يعاني منها المواطن البجاوي وقد نتج هذا الوضع أساسا عن الإقبال المتزايد للسياح على المدينة من جهة، وبعض الأشغال المتعلقة بإنجاز وتهيئة الأرصفة من جهة أخرى، مثل المشروع الجاري في حي “إحدادن” وسط المدينة والذي يعتبر من أهم مداخل المدينة، وقد انطلقت فيه الأشغال مع بداية فصل الاصطياف، بالإضافة الى مشروع إعادة إصلاح القنوات العملاقة للصرف الصحي للمياه القدرة ب”حي طوبال” بالقرب من موقف الحافلات، والدي انتهت به الاشغال. كما أن مختلف مفترقات الطرق بوسط المدينة تتحول إلى نقاط سوداء يجد فيها أعوان الأمن أنفسهم عاجزين عن تنظيم حركة المرور فيها، خاصة مفترق الطرق “أعمريو” والطرق الأربعة “كاط شمان”، حيث يتكرر نفس المشهد يوميا بتحول محاور الطرقات إلى طوابير طويلة من السيارات والحافلات، ليدفع المواطن البجاوي أوالقادم من الولايات الأخرى على السواء ثمن دخوله المدينة، وذلك بالإنتظار لمدة طويلة تحت أشعة الشمس. ونظرا لغياب المكيفات الهوائية في معظم وسائل النقل فإن المعاناة تتحول إلى ديكور يرسم يوميات المواطن. وفي ظل هذا تبقى السلطات المحلية مطالبة بالإسراع في إنجاز المشاريع المبرمجة في أحسن الآجال، ويبقى أيضا على المواطن أن يرفع من وعيه الحضاري وحسه المدني ولو بمحاولات بسيطة منه وبعض السلوكات الراقية للتخفيف من حدة مثل هذه المظاهر والأزمات. مع العلم أن نفس الحالة يشهدها الطريق الوطني رقم 9 على امتداد 60 كلم من بجاية إلى خراطة، فبمجرد العبور على جسر السقالة الجديد على واد الصومام تستقبلك طوابير من السيارات على طول كيلومتر تقريبا، ويعود السبب أساسا إلى مشروع إعادة تعبيد الطريق التي باشرته مديرية الاشغال العمومية منذ أسابيع. لا تتوقف معاناة مستعملي الطريق في هذا الحد، حيث أن دخول مدينة تيشي لا يكون إلا باستغراق نصف ساعة أحيانا، وذلك لضيق الطريق، حيث يتحول من أربع محاور سريعة قبل دخول المدينة إلى محورين فقط عند دخولها، ليصل إلى درجة التشبع، ولا تختلف هذه الحالة عن التي يعيشها مدخل مدينة أوقاس. أما في سوق الاثنين فإن هذه الظاهرة تزداد حدتها مع التقاء الطريق الوطني رقم 9 و الطريق الوطني رقم 40 الرابط بين بجاية وجيجل، وتواجد محطة المسافرين بالقرب من مفترق الطرق. نفس السيناريو يتكرر بدرقينة ومنعرجات خراطة.