أصبحت وضعية البيئة تعرف تدهورا فظيعا جراء انتشار التلوث بأنواعه الثلاث البري، الجوي والمائي، في الوقت الذي تشهد ولاية بجاية إقبالا كبيرا للسياح، سواء من المدن الداخلية أو حتى من المغتربين، الأمر الذي يحتاج إلى طاقات كبيرة لتوفير وسائل الراحة والإطمئنان تحول واد الصومام، الممتد من بلدية تازمالت إلى بجاية، إلى ما يشبه مستنقعا للفضلات المنزلية التي يتم تفريغها دون أي مراقبة أو معالجة، بالإضافة إلى آلاف الأمتار المكعبة من المياه القذرة التي أصبحت تصب مباشرة في الوادي في ظل غياب محطات للتصفية. وقد خلّفت تلك المظاهر وضعية سلبية تحط من قيمة بجاية كعاصمة سياحية وتنقص من جاذبيتها، خاصة أن الطريق الوطني رقم 26 الرابط بين بجاية والجزائر العاصمة يمر على ضفاف وادي الصومام، تضاف إلى ذلك المفرغات العمومية المنتشرة على طول الخط، والتي وضعت دون أي دراسة مسبقة كالتي وضعت في طريق القصر على بعد أمتار من الأشجار المحفوفة على الطريق، والتي ترسم نفقا يزيد من جاذبيته فتلتقي بها روعة المنظر وتختلط به روائح الغازات الكريهة المنبعثة من المفرغة.. لتصنع نوعا من الإندهاش والتساؤل عن جدوى وضع المزبلة في هذا الموقع. للإشارة فإن المفرغة العمومية لبلدية بجاية الكائنة ببوليماط، والتي تستقبل الأطنان من النفايات المنزلية يوميا، تقع في منطقة التوسع السياحي وعلى مقربة من الحظيرة الوطنية لڤورايا، حيث تسببت في اندلاع حرائق تؤدي إلى انتشار الغازات السامة والروائح الكريهة، ويمتد خطرها إلى الشواطئ التي تبعد عنها ببعض الكيلومترات، وهو ما يؤدي إلى نفور السياح والمستثمرين.ورغم خطورة هذا الوضع، فإن السلطات العمومية لم تظهر أي نية لحل هذه المشكلة التي أضحت حجرة عثرة أمام المشاريع السياحية بالمنطقة.