تشهد محلات وأسواق تجارية، الرسمية منها والفوضوية، ببجاية، إقبالا غير عادي على اقتناء مضادات الحشرات والبعوض، حيث تحوّل اهتمام السكان في الفترة الأخيرة إلى بحث دائم عن المضادات الأكثر فعالية لاقتنائها بأسعار ولو غالية، واشتكى مواطنون في عدة أحياء من اشتداد معاناة الناس مع الحشرات والبعوض هذا العام. وتعرف أحياء كثيرة بمدينة بجاية ظاهرة انتشار الحشرات بطريقة غير معقولة جراء انتشار القاذورات والأوساخ في الأحياء، وهذا ما جعل المواطن يعيش حالة غير مريحة، ويوجه اتهامه إلى مركب المواد الدسمة الذي يعمل حسبهم على تلويث الجو. وحسب تأكيد ممثلي السكان، فإن مركب المواد الدسمة يرمي باستمرار كميات كبيرة من النفايات الكيمياوية بمنطقة الساحل، وهذه النفايات تنقل حسب محدثي "الأمة العربية" إلى البحر عن طريق وادي الساحل، وهذا ما أدى إلى هلاك كميات معتبرة من الثروة السمكية بساحل بوليماط، وهذا التلوث امتد إلى الأراضي الزراعية ويهدد، بالإضافة إلى هذا كله، المستقبل السياحي للمنطقة، خاصة وأن شاطئ بوليماط يتواجد بمنطقة التوسع السياحي، وقد زاد الأمر حدة إلى درجة أن هذه الظاهرة أصبحت الشغل الشاغل للجميع واحتجبت فيها المشاكل الأخرى التي تعانيها المنطقة. وأمام هذه المخاطر، يجد سكان بعض أحياء مدينة بجاية أنفسهم أمام وضعية غير مستقرة، وعليه يوجهون نداءاتهم إلى المسؤولين لانتشالهم من الخطر البيئي الذي يتطور في كل صيف، ويعتبر هؤلاء أنفسهم ضحايا سياسات تهميشية متوالية، وهم يدقون ناقوس الخطر من الآن حول الوضعية البيئية التي يعيشون فيها.