منذ 20 شهرا تم الزج بالموثق المرحوم محمد الشريف سعيدي وابنه في السجن الاحتياطي على ذمة التحقيق بسبب تحرير كفالات لأمهات عازبات يتنازلن فيها عن أبنائهن غير الشرعيين للكافلين بعضهم في داخل الوطن والبعض الآخر خارج الوطن.. تحرير الكفالات من صميم العمل القانوني للموثق ولا يسأل عن نتائجه القانونية بل يسأل الموثق فقط عن صحة الكفالة! لأن الكفالة هي نوع من أنواع الهبة التي تتطلب رضى الواهب والموهوب له.. وأن يسجل ذلك أمام الموثق في وثيقة صحيحة.. وهذا ما تم أمام الموثق المرحوم سعيدي ومساعده في المكتب ابنه.. ولا يشترط القانون حضور الكفيل والواهب في وقت واحد أمام الموثق ولكن يشترط فقط حضورهما للتوقيع أمام الموثق وهو ما حصل بالفعل في هذه القضية! فالكفالة صحيحة وكاملة الأركان! لكن إحدى الأمهات العازبات ولأمر ما تقدمت بشكوى أمام الشرطة وقالت إنها أجبرت على التوقيع أمام الموثق.. وأخذت شهادتها على أنها صحيحة ولم تأخذ شهادة الموثق الضابط العمومي الذي ظل 17 سنة يحرر مثل هذه الوثائق ولم يرتكب أي خطأ مهني..! فكيف يسجن ضابط عمومي (موثق) وابنه على ذمة التحقيق عاما ونصف العام بناء على شهادة أم عازبة أنجبت من تنازلت عليه أمام الموثق؟! ثم تراجعت.. ولم تسجن ويسجن الموثق؟! المأساة أن الموحوم بقي عاما ونصف العام في السجن مع ابنه ينتظران المحاكمة التي طالت لأن العدالة طلبت إنابة قضائية من فرنسا للتحقيق في ما إذا كان الأطفال الذين رحلوا إلى هناك قد تم بيعهم.. لكن الإنابة جاءت بعكس ما كان يأمل الذين زجوا بالموثق في السجن فقال الفرنسيون: إن الأمور تمت قانونية وفق قواعد الكفالة وليس هناك لا بيع ولا شراء لهؤلاء الأطفال! ولم يعجب رأي الفرنسيين في الإنابة القضائية من زجوا بالموثق في السجن فلفقوا له تهمة "التمرد" في السجن وحكم عليه بسنة حبسا نافذا! ولكم أن تتساءلوا كيف يحكم على الموثق في قضية ثانية قبل الحكم عليه في الأولى.. ثم تقوم العدالة بتبرئته من تهمة التمرد في السجن على مستوى المجلس.. دون أن يحس هؤلاء بحجم الخطأ الذي ارتكب في حق المعني وابنه الذي ما يزال في السجن؟! محمد الشريف مات في السجن.. لأن الدواء منع عنه وهو المريض بالقلب.. ربما بتعليمات من طلعت مصطفى الجزائر إرضاء للأم العازبة التي هي سوزان تميم الجزائر!؟ ويموت الوالد.. وينجح الابن في مسابقة فرسان القرآن وهو المتهم بتكوين جمعية أشرار في مكتب والده الموثق.. ويصلي على والده بالناس في المقبرة! لأن السجان حن عليه ومنحه رخصة للمشاركة في دفن والده! وتشاء الأقدار أن يشارك الحفيد الرضيع مع والده في دفن جده الذي قتله الظلم شهيدا مثلما ظلم الاستعمار وقتل والد جده قبل نصف قرن! ويرى الأب ابنه الرضيع في جنازة جده وفي المقبرة لأول مرة لأنه ولد ووالده وجده في السجن! هذه إنسانية سجون المظالم في بلادنا! بقي أن نقول: إن محمد الشريف سعيدي يمكن أن يفعل أي شيء إلا بيع لقطاء الأمهات العازبات إلى فرنسا وهو مؤسس نظرية الكره الأبدي لفرنسا من خلال تأسيس منظمة أبناء الشهداء التي يتاجر بها الآن بونجمة والهواري في كواليس السياسة! ولا بد أن يأتي اليوم الذي نعرف فيه جمعية الأشرار الحقيقية في هذه القضية.. ونعرف هشام طلعت مصطفى وسوزان الأم العازبة والشريفة والمظلومة.. سنعرف الفاعل الظالم عندما نفحص العقود التي حررها المرحوم في حياته.. والحقيقة لا بد أن تكشف!