استفادت ولاية النعامة من عملية تنموية تستهدف إعداد مخططات توجيهية لتسيير النفايات المنزلية لفائدة كافة بلدياتها بهدف ترقية البيئة وضمان تكفل أحسن بهذا المجال، حسب ما استفيد لدى مديرية البيئة بالولاية. ويأتي مشروع المخططات التوجيهية لتسيير النفايات المنزلية الذي يندرج ضمن برنامج السنة الجارية 2010، من أجل توفير بنك معلومات تفصيلي يضم معطيات تقنية دقيقة حول وضعية التكفل بالقمامات والنفايات المنزلية على مستوى كل بلدية. واستنادا لذات المصدر، فإن المخطط التوجيهي لتسيير النفايات المنزلية يوفر المعطيات الكافية حول الطرق والوسائل اللازمة لجمع المواد المصنفة في خانة النفايات المنزلية والمواقع المؤهلة لاستقبال هذه القمامة عبر التجمعات السكنية ذات الكثافة الكبيرة. وستتيح العملية التي تندرج في إطار البرنامج الوطني لتسيير النفايات المنزلية، التقليص من آثار التراكمات المتزايدة للقاذورات المنزلية، بعد أن سجلت ولاية النعامة في الخمس سنوات الأخيرة ارتفاعا في حجم القاذورات المنزلية بأزيد من 42 طنا يوميا، أغلبها عبر المدن الكبرى كالبيوض، المشرية، النعامة وعين الصفراء. وبالموازاة مع ذلك، يسجل ضعف في تعبئة الإمكانيات البشرية لعملية جمع النفايات المنزلية - حسب نفس المصدر- الذي أضاف أن الولاية تسجل حاليا معدل عامل واحد لكل 2480 نسمة، الأمر الذي نتج عنه اضطراب في طريقة تنظيم المصالح المكلفة بتسيير هذه النفايات. وبالرغم من تسجيل عملية ضمن برنامج 2010 لإنجاز مفرغتين مراقبتين لفائدة تجمعات بلديتي النعامة وصفيصيفة، إلا أن مخاطر النفايات لا تزال ماثلة ومتواجدة على طول الأودية، الطرقات والأراضي الفلاحية التي أصبحت وضعيتها أحيانا مزرية، الأمر الذي يشكل خطرا كبيرا على البيئة وفق المصدر نفسه. وتعمل ذات المصالح على تنسيق جهودها مع البلديات لتهيئة مواقع التلوث والرمي العشوائي والقضاء على المزابل الفوضوية بمناطق جبل عنتر بالمشرية، بن دومة وموقع آخر عبر مساحة تفوق 16 هكتار بالمخرج الجنوبي ببلدية عين الصفراء. وبخصوص إنجاز وجرد وتصنيف المساحات الخضراء، استفادت الولاية في إطار الخماسي الجاري، من مشروع لإعادة الاعتبار لحديقة فلسطين التي تتربع على مساحة 3 هكتارات ببلدية المشرية وتهيئة 67 موقع على مستوى الولاية، فضلا عن مواصلة برنامج تعميم التربية البيئية الذي سيمس زهاء 5 آلاف تلميذ جديد، بهدف تغيير سلوكياتهم تجاه المسائل البيئية. وفي سياق متصل، تم مؤخرا إنشاء مؤسسة ولائية عمومية ذات طابع صناعي وتجاري لتسيير النفايات للتكفل بتسيير مركز منطقة التواجر للردم التقني للنفايات المنزلية الذي يغطي بلديتي النعامة والمشرية والذي دخل حيز الاستغلال الفعلي، كما استفادت الولاية من أربعة أجهزة لحرق النفايات الاستشفائية وعملية لتكوين تقنيين مختصين في مجال تسيير النفايات لفائدة الجماعات المحلية.