الانفجار الديمغرافي وارتفاع نسبة التمدرس في إفريقيا وراء انتشار الفرنسية أدرج التقرير الأخير للمنظمة العالمية للفرانكفونية الجزائر في خانة الدول التي تعرف انتشارا متوسطا للغة الفرنسية بنسبة تتراوح ما بين 16 و35 بالمائة، إلى جانب المغرب، فيما تعرف تونس انتشارا أكبر للفرنسية في دول المغرب العربي، والبالغ نسبته 60 بالمائة، ويأتي هذا التقرير عقب نشر تقرير آخر يؤكد هيمنة اللغة الإنجليزية في أوروبا والعالم وكل وسائط الاتصال والأعلام، وفاجأ المتتبعين بتحقيق اللغة الألمانية لانتشار كبير يهدد الفرنسية في عقر دارها. وتعد القارة السمراء أحد العوامل الكبيرة التي ساهمت في انتشار الفرانكفونية بشكل أكبر منذ 2007 ، حيث ارتفع عدد المتحدثين بالفرنسية في العالم 220 مليون، بزيادة قدرها 20 مليون في ثلاث سنوات ، ويعزى هذا الارتفاع إلى القارة السمراء كأحد آخر معاقل اللغة الفرنسية وموطن 50 بالمائة من الفرنكوفونيين. ويشمل التقرير، الذي نشر أول أمس، 70 دولة عضو وملاحظ في المنظمة العالمية للفرانكفونية، بالإضافة إلى الجزائر وإسرائيل والولاياتالمتحدةالأمريكية، ويشير إلى أن نصف الذين يتحدثون ويقرأون ويكتبون الفرنسية يعيشون في بلد إفريقي، وتعتبر هذه المعطيات تقريبية بما أنها تستثني الأشخاص الذين يتحدثون الفرنسية. ويرجع التقرير ارتفاع نسبة انتشار الفرانكفونية هذه السنة إلى “الانفجار الديمغرافي” وارتفاع نسبة التمدرس في القارة الإفريقية وليس إلى انتشارها لأسباب أخرى، ويشير إلى توقعات بارتفاع عدد “الفرنكفونيين” إلى 85 بالمائة خلال الخمسين سنة المقبلة في حال استمر النمو الديمغرافي والتعليم في إفريقيا على هذا الحال، حيث ارتفع انتشار الفرنسية في شمال افريقيا بنسبة 12.6 بالمائة ونسبة المتعلمين للغة موليير ب 22.6 بالمائة . وتعد الفرنسية ثاني اللغات المدرسة في العالم ب 116 مليون شخص، وهو ما يبين أهمية التعليم في انتشار الفرانكفونية، ولكنها صنفت في المرتبة التاسعة في اللغات المتحدث بها. ويشير التقرير إلى تراجع الفرنسية في العالم، خاصة في الولاياتالمتحدة وأوروبا بسبب انتشار اللغة الانجليزية سواء في البرامج الدراسة أو في الهيئات الدولية، وحتى على شبكة الانترنيت، ودفع هذا بالمنظمة العالمية للفرانكوفونية الى التحذير من خطورة استمرار انتشار لغة واحدة، وذكرت بتوصيات المجلس الأوروبي المتعلقة بإلزامية تعليم الشباب لغتين أجنبيتين على الأقل، وهو الأسلوب الذي من شأنه أن يضمن الاستمرار للفرانكفونية في ظل انتشار أكبر للانجليزية والاسبانية والعربية ولغات أخرى.