اعتبر مسؤولون سياسيون وأكاديميون فرنسيون أن دفاع فرنسا عن مكانة لغتها في العالم ضرورة إستراتيجية وأولوية قصوى للدولة الفرنسية• وقال وزير الدولة الفرنسي المكلف بالتعاون والفرانكفونية آلان جويانديه إن "الدفاع عن مكانة لغتنا وثقافتنا في العالم سيبقى أولوية مركزية لفرنسا"، مؤكدا أن "أفريقيا ستظل في قلب اهتماماتنا، لأنه لا مستقبل للفرانكفونية من دون أفريقيا"• وأوضح الوزير الفرنسي في لقاء حول موضوع "مستقبل الفرانكفونية" نظم في باريس أن فرنسا ستحافظ على حجم الاعتمادات المالية التي تخصصها لتمويل أنشطة المنظمة الدولية للفرانكفونية التي تضم 55 بلدا• من جانبه أكد الأكاديمي الفرنسي باسكال بونيفاس أن "موضوع الفرنسية لم يعد خيارا ثقافيا أو اقتصاديا، وإنما أضحى رهانا إستراتيجيا يكتسي أهمية حيوية لدى فرنسا"• وتواجه اللغة الفرنسية هجوما كبيرا من الإنجليزية التي اكتسحت في ال20 سنة الأخيرة مؤسسات البحث العلمي في فرنسا، كما غزت بعض مؤسسات المال والأعمال• وانخفضت في الفترة نفسها نسبة التعامل بالفرنسية داخل مؤسسات الاتحاد الأوروبي من 40% إلى 14% لصالح الإنجليزية• وفي سياق مرتبط أوضح الوزير التونسي السابق، المنصف بوسنينه، الذي شارك في اللقاء أن العالم العربي كان أيضا مسرحا للمواجهة بين اللغتين• وأشار إلى أن حصة اللغة الفرنسية من مجموع الكتب التي ترجمها العرب في القرن ال19 كانت 55% مقابل 27% للإنجليزية• وعزا المشاركون في النقاش تقهقر الفرنسية إلى أسباب مختلفة، وربط بعضهم ذلك بصعود الولاياتالمتحدة قوة دولية كبرى في النصف الثاني من القرن ال20 مقابل آخرين نسبوه إلى ما وصف بالنضوب النسبي للإبداع الفكري والعلمي في فرنسا• ويتحدث باللغة الفرنسية حاليا زهاء 200 مليون نسمة موزعين على أربع قارات•