تتواصل بالمسرح الجهوي لمدينة الجسور المعلقة، قسنطينة، فعاليات الدورة الثالثة للملتقى الثقافي الخاص بالشعر النسوي في طبعته المغاربية، الذي يشهد مشاركة نوعية للعديد من الدكاترة والمختصين في الأدب والكتابة النسوية من الجزائر والدول العربية الشقيقة حيث شهد اليوم الثالث من هذه التظاهرة تنظيم محاضرات أدبية سلط المشاركون من خلالها الضوء على العديد من المواضيع التي تشكل الإبداع الشعري النسوي بمختلف أبعاده وتجلياته. شملت الندوة الأولى، التي أشرفت الدكتورة آمنة بلعلى على رئاستها، العديد من المحاضرات، كالمحاضرة التي ألقتها الدكتورة شهرزاد زاغز في مداخلتها الموسومة ب”صورة الحضور الإجتماعي والحضاري للفضاء القسنطيني في كتابات المرأة”، أحلام مستغانمي في روايتها ذاكرة الجسد نموذجا، حيث قالت زاغر إنها أفضل مثال عن الفضاء القسنطيني، إذ ركزت مستغانمي في روايتها على الجسور التي تمثل الأبهة القسنطينية في مدلولاتها الفنية حتى أصبحت هويتها، ومن حيث التناقض الإنساني الذي تمثله، مؤكدة على التشابه الجدلي بين المدينة وكاتبتها بالضرورة. من جهتها قدمت الدكتورة والشاعرة زينب الأعوج، قراءات في مجموعتها الشعرية الصادرة مؤخرا عن دار الفضاء الحر بالعاصمة، والموسومة ب”مرثية لقارئ بغداد”. وقالت زينب في هذا الصدد إن مجموعتها جاءت لترصد العنف المسلط ضد الأرض والإنسان، مضيفة أن هذه القصيدة يسكنها الكثير من المتصوفة، وعلى رأسهم أبو حيان التوحيدي، لهذا حاولت أن تستفز كل أسئلته وتستحضر سفينة نوح بمدلولاتها في لم الشمل. كما أرادت من خلالها الشاعرة فضح النظرة العنصرية تجاه الشعوب، لتكون قصائد المجموعة صرخة أرادتها ردا على الإعتداءات المسلطة على الأوطان العربية. كما تطرقت الشاعرة في نصها إلى موضوع معاناة المرأة العربية والواقع الجمالي وعرّجت على مجال حقوق الإنسان بشكل عام، وقرأت الأعوج على الحضور بعضا مما جاء في نصها “مرثية لقارئ بغداد”، وهو ما استحسنه ضيوف مدينة سيرتا. وفي سياق متصل، نزلت العديد من الأصوات الشعرية الجزائرية على منصة ركح المسرح الجهوي لمدينة قسنطينة، حيث قرأن بعضا مما جادت به قريحتهن، أمثال الشاعرة صليحة نعاجي، عائشة إدريس المغربي، جميلة طلباوي، فاطمة مي غول. فيما اختتمت السهرة بعرض مسرحي، بعنوان “خلف أسوار المدينة”، الذي أنتجه المسرح الجهوي لمدينة سكيكدة. وشهد يوم أمس، تنظيم العديد من المحاضرات والندوات الفكرية، كما نظمت زيارة لقصر أحمد باي ميزتها قراءات شعرية في قعدة شعرية.