تتواصل بعاصمة الشرق الجزائريقسنطينة، فعاليات المهرجان الثقافي للشعر النسوي في طبعته الثالثة التي انطلقت بداية الأسبوع الجاري، تحت شعار ‘'فلتكن الأرض ما تكتبينه''، تثمينا لمسيرة للإبداع الشعري النسوي الجزائري والعربي، حيث شهد يوم أول أمس تنظيم العديد من المداخلات التي صبت في مجملها حول البعد المكاني في ذاكرة النصوص الشعرية النسوية نشط، أمس، الدكتور والباحث عثمان بدري، مداخلة تحت عنوان ”ذاكرة الحياة في ذاكرة الأنثى”، تطرق فيها إلى الصورة الشعرية في نصوص بعض الشواعر العربيات، اللواتي لم يقدمن معالمها في نصوصهن. وأضاف المتدخل أن الصورة الشعرية لم تتضح كثيراً في وجدان المرأة الكاتبة، فهو يرى أن المرأة تكتب من المجاز وتعود إلى المجاز، كما أكد أن المرأة الكاتبة، أو بمعنى أصح المرأة الشاعرة، لا تفرق بين الوزن والإيقاع في الشعر. في حين كان للدكتورة والباحثة والناقدة، آمنة بلعلى، رأي مخالف تماما لما جاء به بدري، حيث انتقدت في مداخلتها الموسومة ب”الفضاءات المتخيلة في الشعر النسوي الجزائري المعاصر”، ما استخلصه من بحثه في نصوص بعض الشواعر في الجزائر والوطن العربي، موضحة أن الكتابة الشعرية للمرأة جاءت مقسمة إلى ثلاث حركات، الأولى هي أن المرأة تكتب الواقع أكثر من المتخيل، المكان عند المرأة هو وسيط بين الماضي والحاضر، وأخيراً المرأة المبدعة تتجاوز دائما الواقع وتخلق لنفسها واقعا آخر. وأشارت المتحدثة إلى أن المرأة المبدعة عموما تكتب بالمشاعر، أما الرجل فهو يركز على الأفكار لا غير. وفي سياق آخر، قرأت العديد من الأصوات الشعرية الوطنية والعربية، بعض ما جادت به قريحتهن، من على خشبة ركح المسرح الجهوي بقسنطينة، الذي يحتضن هذه التظاهرة الثقافية إلى غاية 15 أكتوبر الجاري، والتي أصبحت موعدا هاما لالتقاء الأصوات الشعرية الوطنية، حيث تشارك في فعاليات هذه التظاهرة 70 شاعرة قدمن من مختلف ربوع الوطن، وخاصة المناطق الداخلية. ويشهد بهو المسرح الجهوي لمدينة سيرتا، تنظيم معرض للفنون التشكيلية، وآخر لبعض إصدارات وزارة الثقافة. كما برمج القائمون على هذه التظاهرة تنظيم زيارات سياحية لمختلف المناطق الأثرية التي تزخر بها مدينة الجسور المعلقة، على غرار قصر صالح باي، والمدينة الأثرية ”تيديس”.