أكد الرئيس الفرنسي نيكولا ساركوزي أمس الثلاثاء أن حكومته ستتخذ مجموعة من الاجراءات تجاه العمال المضربين لليوم السادس على التوالي للاحتجاج على خطط لرفع سن التقاعد من 60 إلى 62 عاما. وسبق أن شدد ساركوزي في مؤتمر صحفي عقده الاثنين مع المستشارة الالمانية انجيلا ميركل على أن إصلاح نظام التقاعد أمر “ضروري” وأن فرنسا “ستطبقه”. وأضاف “هذا الاصلاح ضروري وقد التزمت به فرنسا، وستطبقه مثلما فعل اصدقاؤنا الالمان لإصلاح نظام التقاعد قبل بضع سنوات” ، مضيفا “إنه أمر عادي وطبيعي تماما أن يثير ذلك مخاوف واعتراضات”. وألغيت العديد من الرحلات الجوية وتعطلت رحلات القطار في فرنسا أمس الثلاثاء ، فيما أكد العمال المضربين أن تصريحات ساركوزي لن تدفعهم الى التراجع عن اضرابهم الا في حال التراجع عن خطط رفع سن التقاعد . وتسببت إضرابات العمال في قطاع النقل و مصافي البترول في تعطيل حركة النقل والمواصلات في البلاد ، حيث تم الغاء نصف الرحلات في مطار أورلي و30 بالمئة من رحلات مطار رواسي شارل ديجول في باريس. كما تأثرت الرحلات الجوية في عدد من مطارات المدن الرئيسية الفرنسية. كما تجددت المواجهات بين الشبان وعناصر الشرطة في ضاحية نانتير غرب باريس الثاني أحرقت خلالها سيارات واستخدمت قنابل مسيلة للدموع لتفريق المحتجين. وبعد نزول طلبة المدارس الثانوية الى الشارع أمس، تم توقيف نحو 300 بتهم الشغب والتخريب. ويستعد مجلس الشيوخ الفرنسي للتصويت على الصيغة النهائية لإصلاح نظام التقاعد.وكان من المقرر أن يتم التصويت الأربعاء لكن يتوقع ان يؤجل إلى مساء الخميس. ونجحت النقابات الثلاثاء الماضي في تحقيق تعبئة قياسية، بين 2.1 وثلاثة ملايين متظاهر. كما نجحت في ان تنزل الى الشارع السبت عددا كبيرا من المتظاهرين، تراوح بين 825 الفا و3 ملايين. وشهد الاسبوع الفائت بداية ازمة وقود بعد اضراب مصافي تكرير النفط وتوزيعه، وامس توقفت اكثر من 1500 محطة بنزين عن العمل في البلاد بشكل كامل او جزئي بعد شح مخزون المحروقات الذي يملكه عدد منها في حين واصل الباقي تزويد المستهلكين بانواع الوقود التي لاتزال متوافرة. ومنذ نهاية الاسبوع الفائت يحتل الناشطون المعارضون المراكز الصناعية في شتى انحاء البلاد وقد سيطروا على عدد منها كي يوقفوا العمل فيها. ومساء الأحد سيطر نحو ثلاثين معارضا على موقع لوجستي في منطقة جيروند يزود لبيع المأكولات، كما سيطر ناشطون آخرون على مخزن كبير للوقود في مانس واجبروا الشاحنات التي تنقل المحروقات الى المحطات على التوقف عن العمل. وفي ميلوز (شرق فرنسا) تمكن نحو 60 ناشطا تابعين للنقابات العمالية من إغلاق أحد أكبر مصانع شركات السيارت مثل بيجو وسيتروين.