كشفت مصادر إماراتية، أمس، أنه تم بالفعل سحب جائزة الشيخ زايد للكتاب من الدكتور حفناوي بعلي، المتّهم بالسرقة الأدبية في كتابه ”مدخل إلى النقد الثقافي والمقارن” ذكرت المصادر بأن قضية سرقة الدكتور بعلي لفقرات من كتاب ”النقد الثقافي” للناقد الدكتور عبد الله الغذامي، الصادر في العام 2000، قد أحيلت إلى اللجنة العلمية المكلفة بالتحقق من السرقة، والتي قررت بالفعل سحب الجائزة من بعلي، في انتظار الإجراءات القانونية لاستكمال القرار. حسب ما بيان اللجنة الذي تضمّن أنه ”ورد إلى جائزة الشيخ زايد للكتاب العديد من الملاحظات من قرّاء ومتابعين للجائزة تشير إلى مآخذ منهجية اشتمل عليها كتاب (مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن) الحاصل على جائزة الشيخ زايد للكتاب فرع الآداب بالدورة الرابعة (2008-2009) لصاحبه الأستاذ الدكتور حفناوي بعلي”. ويضيف البيان ”وقد باشرت الجائزة باعتماد سلسلة من الإجراءات للتحري في أمر الشواهد والاقتباسات التي بني عليها المؤلف كتابه، وعلى مدى امتثالها للأعراف العلمية السائدة من خلال لجنة خبراء متخصصين، وقد تبيّن للجائزة بعد كل التحريات أن كتاب ”مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن - الدار العربية للعلوم ناشرون - منشورات الاختلاف - الطبعة الأولى 2007” رغم طرافة موضوعه وغزارة المادة النقدية التي تضمنها - قد ساده منهج في عرض مادة النقد الثقافي تجاوز حدود الاستشهاد والاقتباس وتحول في سياقات عديدة إلى الاستحواذ على جهد الآخرين مضموناً ونصاً”. وأفاد البيان ”بناء على ذلك، وحرصا على الأهداف التي من أجلها أنشئت جائزة الشيخ زايد للكتاب والتي تمنح للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب عن مساهماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية، ذات الأثر الواضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية وفق معايير علمية وموضوعية والالتزام بحقوق الملكية الفكرية كما ينص على ذلك نظامها الأساسي، فقد تقرّر سحب لقب الجائزة من الكتاب المذكور”. وكانت ”الفجر” قد نشرت في عدد سابق تفاصيل القضية التي بدأت قبل شهر تقريبا، عندما اتّهم الصحفي والناقد المصري، عبد الله السمطي، حفناوي بعلي، بالسطو على كتاب الدكتور عبد الله الغذامي، ونشر السمطي، حينها، مقالا مطولا على الموقع الإلكتروني لدار النشر التي يمتلكها، وقام السمطي، حينها، بوضع بعض الاقتباسات التي تضمّنها كتاب حفناوي بعلي وكتاب عبد الله الغذامي، وهي اقتباسات سبق لحفناوي بعلي أن أدرجها في كتابه الصادر سنة 2007، وسبق وأن اطلع عليها الغذامي في كتاب بعلي باعتباره كان ضمن اللجنة التي انتقت الأعمال التي رشحت لنيل جائزة الشيخ زايد للكتاب. وكان حفناوي بعلي قد ردّ على صفحات ”الفجر”، على ما كتبه الصحفي المصري، معتبرا إيّاه تحاملا، مؤكدا على أن قضية الاقتباسات التي وردت في كتابه الموسوم ب”مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن”، قد اطلع عليها الناقد والدكتور عبد الله الغذامي، الذي التقاه على هامش توزيع جائزة الشيخ زايد للكتاب، في دورتها الرابعة بدبي مطلع السنة الجارية، وأشاد بالإضافات القيّمة التي أضافها بعلي في بحثه النقدي هذا، وذلك بحضور الشاعر والناقد الكبير عز الدين المناصرة، بالإضافة إلى الإشادة التي نالها الكتاب من قبل أعضاء اللجنة التي أشرفت على اختيار الأعمال المتوجة بجائزة الشيخ زايد للكتاب 2010. ورغم تبريرات بعلي وعدم تأكيد الغذامي، أقرّت اللجنة العلمية التابعة لإدارة الجائزة، والمكلفة بالتحقق في القضية، فعل السرقة الأدبية، وبالتالي ستجريد بعلي من لقب الجائزة، مع استبعاد استرجاع مبلغ الجائزة المقدر بحوالي 250 ألف دولار.