فصلت يوم أمس، وفي قرار مفاجئ، اللجنة المسؤولة عن جائزة الشيخ زايد للكتاب في الفتنة المدوية التي أعقبت فوز الكاتب الجزائري الدكتور حفناوي بعلي، بالجائزة فبراير الفارط، حيث قررت سحبها منه رسميا بعد اتهامات له بالسطو على إنتاج مؤلف آخر، هو كتاب الدكتور عبد الله الغذامي، المعنون ب"النقد الثقافي، قراءة في أنساق الثقافة العربية". * وكان فوز الدكتور حفناوي، الأستاذ بجامعة عنابة، أثار حفيظة العديد من النقاد والباحثين وأيقظ غيرة آخرين، يتقدمهم الناقد المصري عبد الله السمطي، حيث اعتبر الكثيرون أن تلك الضجة المدوية والمحيطة بالجائزة، ما هي إلا حلقة جديدة من مسلسل الصراع الجزائري المصري، والذي بدأ كرويا، وانتهى إلى مجالات سياسية وفكرية واقتصادية. * وقالت اللجنة المنظمة للجائزة في بيان لها "إن ما ورد في كتاب بعلي الفائز بجائزة عام 2009 تجاوز حدود الاستشهاد والاقتباس وتحول في سياقات عديدة إلى الاستحواذ على جهد الآخرين مضموناً ونصا"، معترفة بالضغوط التي تعرضت لها في الشهور الماضية، من خلال القول أنه "ورد إلى جائزة العديد من الملاحظات من قراء ومتابعين للجائزة تشير إلى مآخذ منهجية اشتمل عليها كتاب ( مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن) الحاصل على جائزة فرع الآداب بالدورة الرابعة 2008-2009 لصاحبه الأستاذ الدكتور حفناوي بعلي، حيث باشرت الجائزة باعتماد سلسلة من الإجراءات للتحري في أمر الشواهد والاقتباسات التي بني عليها المؤلف كتابه، وعلى مدى امتثالها للأعراف العلمية السائدة من خلال لجنة خبراء متخصصين، وقد تبين للجائزة بعد كل التحريات أن كتاب" مدخل في نظرية النقد الثقافي المقارن - الدار العربية للعلوم ناشرون - منشورات الاختلاف - الطبعة الأولى 2007" رغم طرافة موضوعه وغزارة المادة النقدية التي تضمنها - قد ساده منهج في عرض مادة النقد الثقافي تجاوزت حدود الاستشهاد والاقتباس وتحولت في سياقات عديدة إلى الاستحواذ على جهد الآخرين مضموناً ونصاً". * وتابع البيان "بناء على ذلك، وحرصا على الأهداف التي من أجلها أنشئت جائزة الشيخ زايد للكتاب والتي تمنح للمبدعين من المفكرين والناشرين والشباب عن مساهماتهم في مجالات التأليف والترجمة في العلوم الإنسانية، ذات الأثر الواضح في إثراء الحياة الثقافية والأدبية والاجتماعية وفق معايير علمية وموضوعية والالتزام بحقوق الملكية الفكرية كما ينص على ذلك نظامها الأساسي، فقد تقرر سحب لقب الجائزة من الكاتب الجزائري". * للإشارة، فان الكاتب حفناوي بعلي لم يصدر عنه أي ردة فعل حتى الآن، علما أنه سبق له تكذيب كل ادعاءات السرقة الأدبية، مشيرا أن المروجين لها هم حفنة من المفكرين أزعجهم فوز كاتب جزائري بالجائزة، علما أن هذه القضية مرشحة لمزيد من التداعيات في الأيام القادمة، خصوصا أنها تعد سابقة في تاريخ الجائزة.