أبرز الأمين العام لحزب جبهة التحرير الوطني، عبد العزيز بلخادم، أن “الجزائر تكن اعترافا وتقديرا كبيرين لأولئك الأجانب الذين آمنوا بعدالة القضية الجزائرية ووقفوا مع الشعب الجزائري في خندق واحد للدفاع عن المثل العليا، مثل الحرية والاستقلال”. وقال بلخادم، على هامش إشرافه، أول أمس، على ندوة تاريخية حول المساندة الخارجية لثورة التحرير بالمركز الوطني للأرشيف، تناولت بالعرض النموذج الهولندي في دعم ومساندة الثورة الجزائرية، وذلك بحضور شخصيات وطنية ومؤرخين وشخصيات هولندية رسمية، وداعمة للقضية الجزائرية، أن “الأفالان يقف اليوم بهذه المناسبة وقفة عرفان لمن آمنوا بالقضية الجزائرية، وتكريمهم على مواقفهم النبيلة والسامية، لاسيما أصدقاء الثورة من الأراضي المنخفضة”، في إشارة إلى هولندا، منوها بالمناضلة الهولندية مالقريت كوكوبايكر، التي زارت الجزائر في 1960 وانخرطت ضمن شبكة جبهة التحرير الوطني المساندة للثورة بفرنسا، واعتبر “أن حركية الدعم والمساندة الشعبية في هولندا للثورة التحريرية، تستمد روحها من تاريخ طويل للعلاقات بين الجزائروهولندا، والتي تعود إلى أكثر من أربعة قرون”. وذكر بلخادم بالدعم المعنوي الذي وجدته الثورة في” الأقلام النزيهة لكتاب هولنديين ساهموا بكتاباتهم في الدفاع عن عدالة القضية الجزائرية”، مؤكدا أن” الجزائر لا يمكن أن تنسى هؤلاء، الذين اسميهم بحق رفقاء السلاح، وتبقى تكن لهم كل التقدير والاحترام والإكرام “. أما سفير هولندابالجزائر، جان جيس شوكن، فتطرق بالمناسبة إلى تاريخ العلاقات بين البلدين، مشيرا إلى أن الجزائروهولندا كانتا دولتين بحريتين قويتين في المتوسط، وكان يوحدهما الحرب ضد إسبانيا، وأشار في مداخلته إلى أن الهولنديين كانوا من أهم الموردين للأسلحة والذخيرة والسفن للدولة الجزائرية في عهد الأخوين خير الدين وعروج بربروس لمواجهة الأسبان، وأضاف أن عددا من البحارة الهولنديين من ذوي الخبرة تطوعوا للعمل في البحرية الجزائرية، منهم كدي فينور، الذي يعرف باسم “سليمان رايس”، “سيمون دي دانسير” المعروف ب “كابتن دالي” و”جان يانسون”، الذي اشتهر ب “مراد رايس”، وأشار لدى حديثه عن الثورة التحريرية إلى أن الرسميين الهولنديين لم يصدروا أي رد فعل على الحرب في الجزائر، عكس الصحافة والمجتمع المدني في هولندا اللذين تابعا التطورات.