فرض التداوي بالأعشاب، في الآونة الأخيرة، وجوده كآلية ناجعة، قد يكون من المستحسن مستقبلا أن تمشي جنبا إلى جنب مع الطب الحديث. وأصبح المرضى في الجزائر قلّما يستغنون عن السؤال عن معالج بالأعشاب، على الرغم من أنهم يحصلون على التشخيص الأول للعلة التي يشكون منها لدى طبيب في مستشفى أوعيادة عصرية معالجة تقليدية تعمل بالتنسيق مع طبيبة وتتمكن من كسب ثقة الكثيرين وقد تمكن بعض المعالجين بالأعشاب والطرق الطبيعية، من الحصول على ثقة المرضى من خلال البراعة التي أثبتوها في التقليص، بل وأحيانا التحكم في بعض الأمور التي ما تزال مستعصية على الطب المعاصر. وللخوض أكثر في موضوع التداوي بالأعشاب، تقربت ”الفجر” من بعض المرضى الذي وجدوا الراحة لدى بعض المعالجين بالأعشاب، ومن بينهم السيدة ”مليكة. ش” القاطنة بمنطقة عين البنيان في العاصمة، التي يؤكد الكثيرون أن نجاحها في مداواة المرضى الذين قصدوها، جعلها تتلقى مكالمات هاتفية وزيارات من الكثير من ولايات الوطن. ”الدواء موجود وما على الإنسان إلا اكتشافه” تقول سيدة كان ابنها الصغير يعاني من داء ”الإڤزيما”، إنها سمعت بالصدفة عن السيدة مليكة، بعدما أعياها الذهاب والإياب بين العيادات والمستشفيات بحثا عن دواء لطفلها الصغير، حيث سألتها امرأة كانت تجلس إلى جانبها في إحدى العيادات.. لماذا لا تجربين التداوي بالأعشاب، وأخبرتها أن الدواء الذي سينصح به الطب المعاصر لن يكون دوره أكثر من تهدئة الجلد الملتهب في قدم طفلها الصغير، أما المعالجة التي أنصحك بالذهاب إليها فلديها -حسبما سمعت - دواء يقضي على هذا المرض فيشفى مباشرة، و”الغريب في الأمر”، حسب السيدة ، أن ابنها المريض قد شفي حقا بعدما اتبعت النصائح التي قدمتها لها المعالجة مليكة. أمراض المفاصل، الحصوات المرارية، المعدة، المشاكل الجلدية وحتى السكري، كلها أمراض لا تستعصي على السيدة مليكة، التي أكدت في لقاء معها، أن الأعشاب والنباتات التي خلقها الله في الأرض، جعل فيها الفائدة والشفاء من الأمراض، وما على الإنسان سوى معرفتها وكشف أسرارها، ”كما أن الوصفات الطبية التي تحصلت عليها تعتبر بالنسبة كنزا ينبغي الحفاظ عليه لفائدة الإنسان”، تقول المتحدثة التي تضيف: أنا أكون أسعد الناس عندما يخبرني أحد المرضى الذي قصدوني، بأنه عندما راجع الطبيب أخبره أن حالته الصحية قد تحسنت كثيرا بالمقارنة مع الفحص السابق، ”وهو الأمر الذي حدث معي في أكثر من مرة، حيث أن شيخا كان على موعد مع إجراء عملية على داء البواسير الذي كان قد أنهك قواه”، إلا أنه بالصدفة، شاء القدر أن تتأجل عمليته أياما أخرى، وخلال تلك الأيام سمع أهل ذلك الشيخ بالمعالجة مليكة، التي وصفت له دواء من خليط للأعشاب، ولما وصل موعد العملية الجديد، قال الأطباء إن الشيخ المريض لم يعد بحاجة إليها، ”لأن حالته تحسنت بشكل ملحوظ جدا”. بين الطب الحديث والتقليدي علاقة تكامل وحسبما تصرح به السيدة مليكة، فإنه من المستحيل الإستغناء تماما عن الطب العصري، لأن التداوي بالأعشاب قد يكون ناجعا في حالة التشخيص الصحيح للداء. فالمعالج بالأعشاب أحيانا يخطئ في تشخيص الداء، وبالتالي يكون وصفه للدواء غير دقيق، بينما في حالة معرفة المريض لعلته الحقيقية من طرف الأطباء يكون من السهل على المعالج بالأعشاب أن يصف له الدواء المناسب. كما تضيف المتحدثة أن المرضى لا يقصدون التداوي بالطريقة التقليدية، إلا في حالة يأسهم من الطب العصري، ”فقلما يبحثون عن العلاج بالأعشاب في أول الأمر”، علما أن السيدة مليكة، تعمل حاليا بالتنسيق مع طبيبة، حيث تلجأ إليها للإستفسار عن طبيعة الخلل البيولوجي الذي يعانيه المريض لمعرفة أسباب علته. وبالنسبة لمحدثتنا، فإن البحث في مجال التداوي بالأعشاب لا ينتهي على اعتبار أن الله زود الطبيعة التي نعيش فيها، بأسرار مسخرة لفائدة الإنسان، وهو الأمر الذي دفعها إلى إعداد مشتلة بجوار المنزل الذي تقطنه، بغرض المحافظة على الأنواع العشبية الملائمة لعلاج الأمراض. عندما يذوب الجليد بين القديم والجديد ومن الطرائف التي ترويها السيدة مليكة، أنها عالجت أحد الأخصائيين في جراحة العظام، حيث أصيب هذا البروفيسور بكسر، وبقي يعاني من المشاكل حتى بعد خضوعه للعلاج المعاصر، ولم يجد الراحة الحقيقية والشفاء إلا بعد استخدام الجبيرة التي وصفتها له المعالجة مليكة، الأمر الذي أثار إعجاب المختص، ليقول ”أعترف أن هذا طب قائم بذاته”.