يبدو أن إسرائيل ماضية في التصعيد ضدّ إيران، إذ أن سماح الرقابة العسكرية في الدولة العبرية للتلفزيون العبري ببث تقرير عن تدريب سريّ لسلاح الجو الإسرائيلي هو رسالة واضحة في هذا الاتجاه، فقد ذكرت القناة الثانية التجارية في التلفزيون الإسرائيلي نهاية الأسبوع أن سلاح الجو الإسرائيلي اجرى مؤخرا مناورة، تمرينا يحاكي مهاجمة إيران وقال المراسل العسكري، نير دفوري، نقلا عن ضباط رفيعي المستوى في جيش الاحتلال، وفقا لما نقلته مصادر إعلامية، إن التمرين وصِف كأحد التمارين الأكبر لسلاح الجو الإسرائيلي في الفترة الأخيرة. وشمل التمرين، كما أفاد التلفزيون العبري، تشغيل منظومات الدفاع الجوي بما فيها منظومة صواريخ باتريوت الدفاعية ومنظومة صواريخ حيتس المضادة للصواريخ الباليستية ومنظومة (القبة الحديدية) المضادة للقذائف والصواريخ قصيرة المدى. وأشار التلفزيون أيضا إلى أن تشغيل منظومات بهدف محاكاة تعرض إسرائيل لهجوم صاروخي من عدة جبهات، سورية وحزب الله وحماس، كرد على مهاجمة منشآت إيران النووية، فيما اجرى الجيش مناورات تحاكي سقوط صواريخ شهاب 3 الإيرانية على المدن الإسرائيلية. كما أكدت دوائر مقربة من الموساد وشعبة الاستخبارات العسكرية (أمان)، صحة الأنباء التي تحدثت في الآونة الأخيرة عن توقف التعاون الاستخباري والأمني بين إسرائيل وتركيا بصورة كاملة تقريبا. وقد زاد من وتيرة القلق الإسرائيلي جراء هذا التطور السلبي في العلاقات الثنائية، أن هذه العلاقات غير المستقرة مع تركيا حملت تداعيات مباشرة على القدرات الإسرائيلية في الحصول على معلومات استخباراتية مباشرة حول تهديد الصواريخ الإيرانية. ولذلك، فقد قالت المصادر في تل أبيب، أن الدولة العبرية مارست ضغوطا امنية هائلة على نظيرتها الأمريكية، حيث بذلت جهود أمريكية مؤخرا لإقناع تركيا بالموافقة على نصب المنظومة الدفاعية المضادة للصواريخ على الأراضي التركية، إلا أن أنقرة طالبت بالتأكد من أن المعلومات التي ستحصل عليها امريكا يُمكن أن تصل فقط إلى دول أعضاء في حلف الناتو، أي أن أنقرة ترفض تزويد إسرائيل بهذه المعلومات، لأنها ليست عضوا في الناتو، كما طالبت أنقرةواشنطن بألا تستغل هذه المعلومات لضرب إيران، بحسب المصادر الأمنية في تل أبيب.