ليس كل ارتفاع في درجة الحرارة يدل على مرض ميكروبي، والدليل على ذلك ما تصادفه في موسم الصيف من حالات ارتفاع في درجة الحرارة بسبب تغطية الطفل بملابس كثيرة، ولعل أهمها حزام البطن التقليدي، أو قلة ما يقدم للطفل من سوائل بسبب العرق.. لذا ترتفع حرارة بعض الأطفال صباحا وتتحسن مع مضي اليوم، حين يعوض الطفل ما فقده من عرق أثناء نومه. وقد يكون ارتفاع درجة الحرارة بسبب مجهود بذله الطفل قبل قياسها، ولذا يجب أن يكون الطفل هادئا ومرتاحا قبل القياس بفترة معقولة إذا زادت درجة حرارة الطفل على 37 درجة إلى ما فوق الأربعين، حيث يعتمد العلاج الأولي على راحة الطفل التامة في الفراش، وتقديم مأكولات خفيفة له. فإذا كان رضيعا فيحسن إيقاف الرضاعة، وإن كان أكبر سنا يقدم له أكل مسلوق وسوائل. أما عن مهدئات الحرارة فيجب عدم إعطائها للطفل قبل قياس الحرارة حتى لا تغطي الإرتفاع الحقيقي. أما عن سبب ارتفاع الحرارة، فكثيرا ما يمكن للأم أن تكتشفه بنفسها إذا قامت بإلقاء نظرة على طفلها لملاحظة الأعراض: الجلد: لملاحظة الطفح كطفح الحصبة مثلا العينان: الإلتهاب Conjonctivite أو الصفراء Ictere الأذن: إفراز صديدي يدل على التهاب بالأذن Otite الأنف: رشح قد يكون بسبب السخونة Rhinite الحلق: إحمرار شديد أو بقع صديدية على اللوزتين ngine" ما تحت الفكين: تضحم في الغدة النفية أو غدة الرقبة الليمفاوية. المفاصل: الروماتيزم أو تورم أو ألم قد يكون سببه إلتهاب مفصلي، وقد يؤدي إلى ارتفاع درجة الحرارة. ألم البطن: في حالته تجب مراجعة الطبيب. ألم إثر التبول: يكون سببه التهاب في مجرى البول Infection urinaire إسهال أو قيء : سببه ميكروب معوي. تمثل هذه النظرة الشاملة للأم على طفلها، فيمكنها في كثير من الأحيان مساعدته حتى يصل الطبيب، ولكن حذار في ختام هذه الفقرة من إلقاء عبء الحرارة وارتفاعها على "التسنين". أسباب وأعراض شلل الأطفال السبب الرئيسي للإصابة بهذا المرض هو أحد الفيروسات المعوية، حيث يصيب الطفل عن طريق الفم والجهاز الهضمي أو عن طريق التنفس، إلا أن معظم الأطفال يملكون مناعة طبيعية ضد المرض منقولة من الأم عبر المشيمة خلال 6 أشهر الأولى من عمر الطفل، إذا كانت الأم محصنة فعلا ضد المرض. ولكن قد يصاب الطفل أحيانا بالشلل في الشهور الأولى بعد ولادته نتيجة عدم وجود هذه المناعة من جانب الأم. ولهذا يجب التحصين ضده ابتداء من الشهر الثالث أوالرابع من عمر الطفل. والحقيقة أن نسبة المصابين بالشلل من الأطفال والكبار أيضا قليلة جدا، لأن 95٪ أصيبوا يوما ما بهذا الفيروس، ولكن تكونت لديهم مناعة تحميهم منه، في حين أن النسبة القليلة الباقية هي التي تعاني فعلا من المرض، وهم الأطفال الذين لم تقاوم أجسامهم الفيروس بسبب سوء التغذية أو بسبب أمراض أخرى. والأعراض تبدأ في شكل نزلة برد، مع احتقان في حلق الصغير، ومنه قد يشخص الطبيب خطأ الحالة على أنها برد فعلا، أو التهاب اللوزتين. وبعد ذلك يعاني الطفل من التشنجات مع ارتفاع درجة الحرارة وقيء وتخشب في الجسم، وعديد الأعراض التي تشبه الإلتهاب السحاني Meningite، وبعد ذلك تظهر الصورة الكاملة للمرض: ارتخاء في الأطراف وفي عضلات البطن والرقبة والظهر. أحيانا تظهر الإصابة في عضلات التنفس والبلع كذلك.