تحتضن جامعة فرحات عباس بسطيف، ملتقى وطني حول “الضغط النفسي ...استراتيجيات التكفل والوقاية”، يشرف على تنظيمه قسم علم النفس وعلوم التربية والأرطفونيا بكلية العلوم الإنسانية والاجتماعية، وتتواصل فعالياته على مدار يومين، بمشاركة نخبة من الأساتذة والدكاترة من مختلف الجامعات الوطنية تدور محاور الملتقى حسب الأساتذة المشاركين حول الضغوط المهنية الناجمة عن إحساس الفرد بنوع من عدم التوازن بين متطلبات منصبه المهني من جهة، وما يملكه من طاقات وقوى لتلبية هذه المتطلبات من جهة أخرى. وبالرغم من أن تقييم الفرد لمجموع العوائق المهنية ومدى كفاءته واستعداده لمواجهتها يتم حسب سيرورة نفسية فقط، إلا أن الضغوط المهنية تتسبب أيضا في اضطراب الصحة الجسمية، وتؤثر على راحة الفرد وكذا على أدائه الوظيفي وقدرته الإنتاجية . ويمثل الضغط النفسي جزءًا من الأخطار التي تهدد كيان الفرد، وتتضمّن هذه الفئة من الأخطار حالات أخرى كحالات العنف الخارجي، العنف الداخلي، الإنهاك النفسي إضافة إلى شعور الفرد بعدم الارتياح في العمل. ونجد أن لهذه الأخطار أسباب ومظاهر ونتائج، حيث تجدر الإشارة إلى أن هذه الأخطار من الممكن أن تظهر مجتمعة أو مشتركة في وضعية واحدة، فالإطار المهني الضاغط مثلا يمكن أن يشجع ويساعد على ظهور وضعيات الإنهاك، أما فيما يخص آثار الضغط النفسي، فنجد أنه من الطبيعي جدا أن يؤدي عدم التحكم في الضغط النفسي إلى عواقب سلبية وسيئة على مستوى صحة الفرد، أما إذا أصبح الضغط مزمنا فإن هذا من شأنه أن يؤدي بالفرد إلى الاكتئاب. ولهذا، وجدت طرق عديدة للوقاية من الضغوط المهنية، ولعل الطريقة الأنجع تلك التي تتمثل في “الوقاية الجماعية” فهي فعّالة من حيث كسب الوقت خاصة. وتقوم هذه الطريقة على التقليل من مصادر الضغوط في المؤسسة، فهي ذات تأثير مباشر على المنظمة وعلى ظروف العمل وكذا على العلاقات الاجتماعية في البيئة المهنية. وبالتالي، فإن التركيز في هذا الطرح سيقوم على ثلاث نقاط أساسية تتمثل في: تناول عوامل الضغط والمقصود من ذلك التحدث عن الوضعيات التي تعيق الفرد عن أدائه المهني، ودوره في المؤسسة وتشجع على ظهور الضغط النفسي، وكيفية توظيف الفرد لميكانيزماته النفسية والجسدية بهدف مقاومة الوضعيات التي تخلق صعوبات وعراقيل والتي من شأنها التأثير على الأداء المهني، فضلا عن آثار الضغط النفسي الملاحظَة على سلوك الفرد، صحته، أدائه الوظيفي وأخيرا على أهداف المؤسسة.