أجمع المحاضرون بالملتقى الوطني الأول حول " الضغط النفسي..استراتيجيات التكفل و الوقاية"الذي احتضنته قاعة المحاضرات مولود قاسم نايت بلقاسم بالمجمع الثاني الباز، على أن الحياة العصرية التي نعيشها في وقتنا الراهن سبب رئيسي من أسباب إصابة الأفراد بالضغوطات النفسية كونها تتميز بالسرعة، هذه الأخيرة التي تؤثر على الصحة النفسية و انعكاساتها السلبية على صحة الأشخاص من مختلف الأعمار و الفئات الاجتماعية. و خلال الملتقى الذي أشرف على تنظيمه قسم علم النفس وعلوم التربية و الأرطفونيا، الذي شارك فيه العديد من الأساتذة المحاضرين و الدكاترة من مختلف جامعات الوطن على غرار بسكرة، الأغواط، خنشلة، البلدية ، أم البواقي، الطارف، الجزائر العاصمة و سطيف. أكد الأستاذ الدكتور "جار الله سليمان" من جامعة بسكرة خلال مداخلته التي كانت بعنوان(( الألم المزمن و الضغوطات النفسية))، أن الضغط النفسي أول عامل الذي يزيد الإحساس بشدة الألم. مشيرا إلى أنه بإمكان علاج هذه الحالات عن طريق العلاجات الدوائية في حال فشل أو ضعف العلاج النفسي كما أنه بإمكان الجمع بين العلاجين الاثنين. عوامل زيادة الانتحار لدى الشباب و طرق التصدي لها أفاد الدكتور " صلاح الدين تغليت" من جامعة سطيف خلال مداخلته (( مساهمة في دراسة طبيعة الضغوط النفسية و استراتيجيات المقاومة لدى فئة الشباب مدمني المخدرات و الشارعين في الانتحار))، أنه هناك أسباب عديدة و متنوعة تؤدي بالشباب إلى إحساسهم بالضغوطات النفسية و كرههم للحياة مقررين بذلك انتهاج طرق لاسوية لإكمال مشوار حياتهم و معالجة قضاياهم، و هذا من خلال دراسة أجراها "الدكتور تغليت" على 150 فرد من كلا الجنسين مدمني المخدرات و الذين تراوحت أعمارهم بين 18 و 35 سنة، مبينا هذه الأسباب في أربعة محاور رئيسية و هي أسباب أسرية و اجتماعية التي تضم بدورها عدم الانسجام بين الزوجين، مرض أحد أفراد العائلة بمرض مزمن و السكن غير اللائق. أسباب مدرسية و يعني بها كثافة البرنامج و الرسوب المدرسي. أسباب عاطفية و هي التي حصرها ذات المتحدث في الانفصال عن العائلة، سيطرة الشك بين الزوجين، الانفصال بين الزوجين و مرض شخص عزيز إضافة إلى الأسباب المهنية و المتمثلة في الراتب الضعيف، الطرد من العمل و ظروف العمل غير المناسبة.يضيف الدكتور "صلاح الدين تغليت" كل هذه الأسباب تؤدي بالشباب إلى إصابتهم بالضغوطات النفسية منتهجين بذلك طرق و حلول غير سوية أبرزها الإدمان على المخدرات و الشروع في الانتحار هروبا من الواقع الذي يعيشونه يوميا. مبرزا في نفس السياق، أهم الاستراتيجيات المقاومة و المتمثلة في ترسيخ ثقافة العمل الجواري من خلال تفعيل دور المسعفة الاجتماعية و تكوين إطارات مؤهلة للتكفل بمثل هذه الحالات. الأشخاص المحبوسين الفئة الأكثر تعرضا للضغط النفسي اعتبر الدكتور " جبالي نور الدين" من جامعة باتنة، أن الأشخاص المحبوسين الفئة الأكثر تعرضا للضغوطات النفسية لما يعانون منه في السجون من جهة و نظرة المجتمع لهم بعد إخلاء سبيلهم من جهة ثانية، مستنجدا بذلك ببعض الإجراءات العلاجية الواجب إتباعها مع هذه الفئة من خلال معرفة بعض التفاصيل عن ماضي المريض، التعرف على أهم المواقف الضاغطة و تدريب المفحوص على تمارين الاسترخاء و التدريب عليها مع تكليف الشخص المريض بتسجيل أفكاره بعد نهاية كل جلسة مشيرا إلى الأفكار المسؤولة عن النماذج السلبية. الجدير بالذكر، أن الملتقى شهد إقبالا كبيرا من قبل الطلبة الجامعيين في الوقت الذي تتواصل فيه أشغال الملتقى إلى غاية نهار الغد للبحث في العوامل المسببة للضغط النفسي، الآثار التي يخلفها الضغط النفسي و انعكاساته على نفسية المريض و محيطه ليختتم الملتقى بعرض أهم الاستراتيجيات الواجب إتباعها للتكفل مع الضغوطات النفسية.