اختتمت قمة مجموعة العشرين التي تنعقد لاول مرة في آسيا تحت شعار ”النمو المشترك فيما بعد الأزمة” أعمالها الجمعة في سيول، وسط خلافات حادة بين بكين وواشنطن بشأن قيمة اليوان. وأصدر زعماء مجموعة العشرين أمس توجيهات لوزراء مالية بلدانهم بوضع إجرءات إرشادية لكشف الاختلالات الكبيرة في الموازين التجارية والتي تهدد استقرار الاقتصاد العالمي. وذكر بيان صدر بعد قمة استمرت يومين لأكبر 20 اقتصادا في العالم أن الإجراءات التي ستتألف من مجموعة من الارشادات ستساعد في الوقت المناسب في تحديد الاختلالات التي تتطلب اتخاذ إجراءات وقائية وتصحيحية. وسيعمل الوزراء مع صندوق النقد الدولي على وضع الارشادات على أن تتم مناقشة ما يتم انجازه خلال النصف الأول من العام المقبل. وأظهرت مسودة البيان أن المجموعة لم تقرر بعد وصف الارشادات بأنها (قابلة للقياس) أو (نوعية وكمية). وفي النهاية لم يستخدم أي وصف. وأعلنت مجموعة العشرين عن استمرار الانتعاش العالمي لكن مع انخفاض المخاطر وأقرت بوجود توترات وتقلبات جلية في النظام النقدي العالمي. وفي تبني للهجة التي استخدمها وزراء المالية خلال اجتماعهم الشهر الماضي في كيونججي بكوريا الجنوبية تعهد الزعماء بالمضي قدما نحو توفير أنظمة لأسعار الصرف تحددها قوى السوق وبتعزيز مرونة العملات بما يعكس العوامل الاقتصادية الأساسية. وذكر البيان أن الاقتصادات المتقدمة ستوفر الحماية من التقلبات في أسعار الصرف، الأمر الذي سيساعد في تخفيف مخاطر التقلبات الكبيرة في تدفقات رأس المال التي تواجه بعض الاقتصادات الناشئة. وفي هذا السياق ذكرت مجموعة العشرين أنه سيكون من المقبول أن تتخذ الاقتصادات الناشئة التي تبالغ في أسعار الصرف وتعاني من أعباء لا مبرر لها للتكيف (إجراءات احترازية كلية وضعت بعناية) لمواجهة تدفقات رأس المال. وعرض الرئيس الصيني، هو جينتاو، على القمة اليوم خطة من أربع نقاط لضمان نمو عالمي قوي ومستدام ومتوازن. وبحسب الرئيس الصيني فإن على المجتمع الدولي ”تحسين الاطار لنمو قوي ومستدام ومتوازن” و ”الدفاع عن التجارة الحرة” والنهوض بتنمية ”منسقة” و”متوازنة” و”إصلاح النظام المالي” و”تقليص الفوارق التنموية”.