تأثر جميع من حضر جلسة محاكمة أحد الشبان من منطقة مسيلة بمحكمة الجنايات لمجلس قضاء العاصمة، أقل من 24 ساعة عن عيد الأضحى، لقصته المأساوية التي بدأت بعد قرار الوالد هجر العائلة وتفضيله المهجر وقطع الاتصال بلفذات كبده دون الاكتراث بحالهم، وانتهاء بإدانة الشاب ب 12 سنة سجنا نافذا بتهمة القتل والتخلص من صديقه بالغرفة في إحدى الورشات ببني مسوس بسبع طعنات بالخنجر، أكد بأنه لم يقصد ارتكابها لكونه كان في حالة دفاع عن شرفه وعرضه. تغير مجرى حياة الشاب المتابع في قضية الحال صاحب ال 21 سنة، رأسا عن عقب في ربيعه ال 18، عقب مغادرة والده مدينة المسيلة وتفضيله الهجرة إلى خارج أرض الوطن لوجهة غير معلومة، وقطعه الاتصال بالأسرة لأسباب تبقى مجهولة، ولهذا قرر الشاب باعتباره البكر بين إخوته التكفل بالعائلة، والسفر إلى الجزائر العاصمة للبحث عن مصدر رزق، فتمكن من الحصول على عمل كمساعد بناء بإحدى الورشات ببني مسوس، وتكفل صاحب الورشة بإيواء العمال، حيث تقاسم المتهم الغرفة مع شخص قال بأنه مدمن على الكحول، ويأتي في كل ليلة ثملا للغاية، وحاول الاعتداء عليه جنسيا لعدة مرات، وأضاف بأن واقعة القتل المتابع بها تعود إلى صيف 2007 أين عاد صديقه في الغرفة كالعادة ثملا، فنشب بينهما شجار، وحاول الضحية الاعتداء عليه، فتمكن المتهم من الفرار، غير أنه تبعه، فما كان على الشاب، حسب أقواله، سوى الدفاع عن نفسه وشرفه فوجه له سبع طعنات بواسطة الخنجر في أجزاء متفرقة من جسمه، عبارة عن خدشات على مستوى الذراع والرجل، ما يعني أنها غير قاتلة مؤكدا في ذات السياق بأنه بأي حال من الأحوال لم يقصد قتله لكونه كان في حالة دفاع عن النفس. وأوضح الشاهد في القضية بأنه سمع الضحية يصرخ قائلا "قتلتني بالخنجر" ووجه كلاما بذيئا للمتهم قبل سقوطه أرضا ميتا. والتمست النيابة العامة تسليط عقوبة الإعدام ضد المتهم الذي عادت قضيته إلى جنايات العاصمة بعد الطعن بالنقض في حكم ال 12 سنة سجنا نافذا المسلط عليه من قبل. في حين أشار الدفاع إلى أن الضحية حاول لعدة مرات الاعتداء جنسيا على موكله، وأضاف بأن هذا الأخير هو المسؤول الأول عن عائلته على اعتبار أن والده مغترب.